تواجه ذكور السلاحف خطر الانقراض في الشواطئ البحرية الجنوبية والشرقية لليمن، وهذا يعود إلى تأثيرات التغير المناخي في البلاد خلال السنوات الأخيرة.
ووفقا لدراسة علمية وبحثية، تحدد درجة الحرارة جنس السلاحف، فعند درجة حرارة 27.7 درجة مئوية، يتم تفقيس البيض لينتج منها صغار ذكور، بينما عند 31 درجة مئوية يتم تفقيس البيض لينتج منها صغار إناث.
وبحسب الدراسات العلمية، تتفوق أعداد الإناث في اليمن على أعداد الذكور في سلالات السلاحف المتواجدة في هذه المناطق.
تشهد جزيرة سقطرى وحضرموت والمهرة ولحج نمواً سكانياً سريعاً وتطوراً اقتصادياً كبيراً، ما يعرض السلاحف للخطر الشديد، حيث تتمثل هذه الخطورة في التصادم مع السيارات والقوارب، والأخطار الناجمة عن التلوث البحري.
إضافة إلى ذلك، تتعرض السلاحف للاصطدام بالشباك الصيدية، ويتم صيدها بطريقتين؛ الصيد التقليدي والصيد التجاري، ويتم تصدير جزء من هذه السلاحف إلى الدول المجاورة وحتى الخارج.
يعمل مجموعة من المتطوعين والنشطاء في المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية على حماية السلاحف في اليمن، حيث تهدف هذه المنظمات والأشخاص إلى نشر الوعي بأهمية حماية السلاحف وتوسيع المساحات المحمية للسلاحف في المناطق المتواجدة بها، ومواصلة التوعية بين الصيادين عن أهمية حماية هذه الكائنات النادرة.
من بين المخاطر والتهديدات التي تطال السلاحف في موطنها الوحيد بمحافظة المهرة شرق اليمن وتحديدا في شاطئ الدمر بمديرية الغيضة, تنامى التوسع العمراني والاستثمارات بالقرب من الشاطئ بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة والتي تؤثر بشكل مباشر وكبير على الحياة البحرية وتحديدا السلاحف, حيث يتسبب الزحف العمراني نتيجة الإنشاءات السكنية والتجارية المتزايدة، في تدمير بيئة السلاحف ومناطق تكاثرها وتغذيتها، وتؤثر على مساراتها الحيوية وتهددها بالانقراض.
تؤكد الدراسات العلمية والبحثية وكذلك ما يتم ملاحظته على أن الأضواء تشد صغار السلاحف إليها ما يجعلها تبتعد عن المياه وطبيعتها في العودة إلى المياه وهو أيضا ما يتسبب بتعثرها بشوائب أو اشجار ساحلية تعلق فيها إلى أن تموت, إضافة أنه تنتج الشواطئ الرملية التي تستخدم في الإنشاءات عند نهاية مشاريع البناء، موادا سامة تؤثر على بيئة السلاحف، وبحثا عن بيئة متوافقة، تختار السلاحف الشواطئ النظيفة والصحية للبيض والتغذية.
منظمات حماية البيئة والحياة البرية، تشير هي الأخرى إلى ازدياد حالات الوفاة بين السلاحف بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة بسبب تغير المناخ والعوامل الظروفية المحيطة بها، مما يؤكد على أهمية الحفاظ على بيئة السلاحف وحمايتها من التدمير العمراني والاستثمارات اللاحقة.
وبالمثل، تعتبر السلاحف من أهم الأحياء البحرية التي تساهم في دور الحفاظ على التوازن الإيكولوجي للبحر والشواطئ، وتعتبر أيضا جزءا من التراث الأثري والثقافي للمناطق الساحلية، وبالتالي فإن حمايتها هي مسؤولية الجميع.
والتحدي المطروح هنا يتمثل في زيادة الوعي بأهمية حماية السلاحف والحفاظ على بيئتها، وتنظيم المشاريع العمرانية والاستثمارية المتزايدة في المناطق الساحلية بطريقة تحفظ حقوق السلاحف وتضمن حماية بيئتها، وتعزيز الجهود البحثية والتطوعية لحماية السلاحف وإغاثتها من التهديدات العمرانية والبيئية.
مخاطر جسيمة..
لقد أصبحت الحياة البحرية ومنها السلاحف المهددة بالانقراض، وذلك بسبب عدة تهديدات مختلفة تواجهها. فعلى سبيل المثال، يعاني العديد من أنواع السلاحف من زيادة درجات الحرارة في المحيطات والبحار، والتي تؤدي إلى تدهور البيئة البحرية وتأثيرات سلبية على الحياة البحرية بشكل عام.
كما أن التلوث هو عامل أساسي آخر في تهديد السلاحف والحياة البحرية بشكل عام، حيث يتم دفن النفايات البلاستيكية والمخلفات الصناعية في المحيطات والبحار، مما يؤدي إلى تأثير سلبي على الحياة البحرية وتهديد الكثير من الكائنات الحية بالانقراض، بما في ذلك السلاحف.
ومن بين التهديدات الأخرى التي تواجه السلاحف، هو اصطدامها بالقوارب وسفن الصيد. فكثيرًا ما تموت السلاحف نتيجة للاصطدامات مع القوارب والسفن، خاصة في المناطق التي تشهد ازدحامًا كبيرًا من حركة المرور المائية.
وتضطر السلاحف أيضًا للتعامل مع الصيادين الذين يصطادونها للاستخدامات التجارية وأغراض الطعام، مما يؤدي إلى نقص العدد من هذه الكائنات الحية المهمة.
تأثير المناخ..
في الآونة الأخيرة، تزايدت المخاوف بشأن تغير المناخ في العالم وتأثيره السلبي على الحياة البرية والبحرية. وتعد السلاحف من بين الكائنات الحية المتأثرة بشدة بتغير المناخ، وخاصة في اليمن.
في السابق، كانت السلاحف تتكاثر بشكل هائل على سواحل اليمن وتتلقى العناية اللازمة من الحكومة والمنظمات البيئية. لكن مع ارتفاع درجة الحرارة في اليمن، أصبحت السلاحف تعاني من الانخفاض الحاد في عدد تلك السلاحف التي تصل إلى الشواطئ للتكاثر.
تؤثر درجات الحرارة العالية على السلاحف، وتؤثر سلبًا على عملية التكاثر، حيث يؤدي ارتفاع درجة الحرارة إلى تأخر تفقيس بيض السلاحف، وتضعف الفرص لبقاء الصغار على قيد الحياة. وبما أن السلاحف تتأثر بشكل كبير بالتغيرات في درجة الحرارة، فإن ارتفاع درجات الحرارة يؤدي إلى تقلص مستويات البقاء على قيد الحياة لهذه الحيوانات في البيئة الطبيعية.
ويشير الخبراء إلى أن السلاحف تعد نوعًا من الحيوانات الأساسية في سلسلة الغذاء البحرية، وإذا انخفض عددها بسبب تغير المناخ، فإن هذا سيؤثر على جميع الكائنات الحية البحرية التي تعتمد عليها كمصدر غذائي.
على الرغم من أن الكثير من الأشخاص قد يظنون أن هذه المشكلة تبدو طفيفة في اليمن ، إلا أن تغير المناخ يمكن أن يؤدي إلى تداعيات خطيرة على البيئة البحرية والحياة البرية في المنطقة بأكملها.
لذا، فمن المهم على الحكومة في اليمن والمنظمات البيئية العمل معًا من أجل العثور على حلول مبتكرة لحماية السلاحف ومنع انخفاض أعدادها. ومن الضروري المحافظة على التنوع الحيوي في هذه البلدان، وتشجيع المزيد من التحركات لحماية حيوانات السلاحف والمحافظة على بيئتها الطبيعية.
تغيرات درجة الحرارة..
يشهد كوكبنا اليوم تغيرات هائلة في درجة الحرارة، حيث يتزايد تأثير احتباس الحرارة الناجم عن انبعاث الغازات الدفيئة المستخرجة من النشاط الصناعي والإنساني. تؤثر هذه التغيرات في العديد من النظم البيئية، بما في ذلك الحياة البحرية والسلاحف.
وقد أعرب الكثيرون عن قلقهم إزاء التأثير المحتمل لهذه التغيرات على هذه النظم الحيوية الحيوية التي تلعب دورًا خطيرًا في صحة الكوكب بأكمله.
تؤثر التغيرات في درجة الحرارة على الحياة البحرية بشكل كبير، حيث يحدث تغير في المحيطات يؤثر على الحيوانات البحرية والنباتات والأنظمة الإيكولوجية بأكملها. تتضرر النباتات البحرية من خلال تغيير تركيبة الحرارة في المياه، ويؤدي هذا التغيير إلى تغيرات في إنتاج الأكسجين وانخفاض كمية غذاء الحيوانات البحرية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن تأثيرات تغير درجة الحرارة تؤثر على الحيوانات البحرية ودورات حياتها. فقد تؤدي ارتفاع درجة الحرارة إلى تغيرات في سلوك الحيوانات البحرية، مثل اضطرابات في عملية التكاثر والبحث عن الغذاء والملاذات الأمنة. وتؤثر تلك التغيرات بشكل خاص على الحيوانات البحرية التي تعيش في المياه الدافئة، مثل الأسماك الاستوائية الملونة والكرنب.
وفي الغالب، يتضرر الكائنات البحرية بشكل خاص المعرضة للانقراض، مثل السلاحف البحرية. ويؤثر التغير في درجة الحرارة على سلاحف البحار بطرق متعددة، بما في ذلك الأثر على نموها وأحجامها وموائلها.
تشير الدراسات إلى أن ارتفاع درجة حرارة المياه يمكن أن يؤدي إلى تغيرات في دورات حياة سلاحف البحار، مما يؤثر على عمرها وأحجامها واستدامتها.
في النهاية، فإن الحفاظ على البيئة البحرية الصحية هو شيء حيوي لحماية الأنظمة البيئية على الأرض. يتطلب ذلك التعاون والتخطيط الصحيح من جانب الحكومات والمجتمع الدولي والمجتمع المحلي. ومن خلال الحفاظ على الأنظمة البيئية البحرية، يمكننا أن نضمن بقاء الحيوانات البحرية والسلاحف وغيرها من الأنواع ونحافظ على صحة كوكبنا بأكمله.
المحميات..
تشهد المحميات الساحلية في اليمن في فصلي الصيف والخريف ارتفاعاً ملحوظاً في درجات الحرارة، ما يؤثر على حياة الكائنات الحية في هذه المنطقة، ومنها السلاحف التي تقوم بالتزاوج والتعشيش على شواطئ اليمن.
تعتبر السلاحف من أهم الكائنات الحية التي تسكن المحميات الساحلية في اليمن، وتلعب دوراً كبيراً في حفظ التوازن البيئي في المنطقة. ومع ارتفاع درجات الحرارة في فصلي الصيف والخريف، تتعرض السلاحف لمشاكل صحية كثيرة، مثل تعرضها للإصابة بالإجهاد الحراري وتأثيرات الجفاف واضطراب درجة حرارة جسمها.
بالإضافة إلى ذلك، يتزايد خطر تعرض بيض السلاحف للتلف بسبب الحرارة المرتفعة، ما يؤدي إلى نقص في عدد السلاحف التي تخرج من البيض، وبالتالي يؤثر ذلك على الحياة البحرية في المنطقة.
ولحماية السلاحف والحياة البحرية في المحميات الساحلية في اليمن، يجب على المسؤولين في الحكومة والمنظمات المهتمة بالبيئة، اتخاذ إجراءات فعالة لتخفيف تأثير ارتفاع درجات الحرارة. ويمكن ذلك من خلال زيادة عدد المسابح الطبيعية والحفاظ عليها، وتوفير المزيد من المساحات الخضراء والأشجار، والتحفظ على الموائل الطبيعية للسلاحف والحياة البحرية الأخرى.
وعلينا جميعاً العمل سوياً وتعزيز الوعي البيئي حول أهمية حماية السلاحف والحياة البحرية في المحميات الساحلية في اليمن، من خلال التعليم والتوعية والإعلام، وذلك للحفاظ على هذا الثراء البيئي المهم والعيش في بيئة صحية وسليمة.
التلوث البيئي على الحياة البحرية
في الآونة الأخيرة، ازدادت حالات الوفاة للسلاحف البحرية في جميع أنحاء العالم، وهذا يرجع إلى التلوث البيئي الذي يؤثر بشكل سلبي على حياتهم. ويتضمن التلوث البيئي العديد من العوامل الخطرة، مثل إلقاء النفايات في المحيطات والبحار، وإحراق الوقود الحفاظي للسفن، وغيرها من الممارسات الضارة.
تعتبر السلاحف البحرية أحد أهم الأنواع الحيوانية في المحيطات والبحار، حيث تعد ذات أهمية كبيرة في النظام البيئي. ولكن، مع التلوث البيئي المستمر، فإن السلاحف البحرية تعاني من مشاكل عديدة، مثل صعوبة الاستيعاب والتنفس بسبب النفايات الموجودة في المياه، مما يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي.
كما أن السلاحف البحرية تتغذى على الأحياء البحرية، وبسبب التلوث البيئي، تموت العديد من هذه الأحياء بسبب السموم الموجودة في المياه. وهذا يؤدي إلى نقص في عدد الأحياء البحرية المتاحة للتغذية، ما يؤدي إلى نقص في الغذاء المتاح للسلاحف البحرية، وبالتالي يؤثر ذلك على صحتها وحياتها.
ولحسن الحظ، هناك بعض الجهود التي يتم بذلها للمحافظة على السلاحف البحرية، مثل جمع النفايات البلاستيكية في المحيطات، وزيادة الوعي حول مشاكل البيئة والتلوث البيئي الذي يواجهها السلاحف والحيوانات البحرية الأخرى.
ومن المهم بذل المزيد من الجهود للمساعدة في منع التلوث البيئي، والمحافظة على السلاحف البحرية والحيوانات الأخرى في المحيطات والبحار. كما يجب علينا الاهتمام بشكل خاص بالمحيطات والبحار، والعمل على حمايتها، لأنها تعتبر مصدرًا هامًا للغذاء والموارد الحيوية، بما في ذلك السلاحف البحرية التي تعد جزءًا هامًا من النظام البيئي للمحيطات والبحار.
التعشيش..
تعد سواحل اليمن واحدة من أهم المناطق التي تجذب السلاحف للتعشيش، حيث توفر تضاريسها ملاءمة كبيرة لهذا الغرض.
تتم عملية تعشيش السلاحف بشكل دوري كل عام، ويبدأ ذلك عادةً في فصل الربيع، حيث تبحث السلاحف عن الشواطئ الرملية الهادئة والمظلمة لبدء عملية التعشيش.
وتبحث السلاحف عن مكان ملائم لوضع بيضها، وتختار أماكن محمية من الأمواج القوية والرياح الشديدة.
تتزاوج السلاحف في البحر وتعود كل إناثها إلى نفس الشاطئ الذي ولدت فيه لبدء عملية التعشيش، وتستمر عملية التزاوج لمدة تتراوح ما بين 30 إلى 60 دقيقة، ويمكن للإناث أن تَبْقَى حوالي 14 يومًا في الشاطئ بعد البيض قبل العودة إلى البحر.
تضع الأنثى السلاحف حوالي 100 بيضة في كل مرة، وتختبئ في الرمال لمدة تتراوح بين 60 إلى 70 يومًا قبل أن تُفقس الصغار وتبدأ رحلتهم إلى البحر. وتحافظ السلاحف على مواقع التعشيش الخاصة بها طوال سنواتها الحية، وتعتبر هذه المواقع من المعالم الهامة التي يجب الحفاظ عليها.
تتوافد السلاحف على الشواطئ اليمنية في فترات معينة خلال العام، حيث يكون شهر مايو هو الشهر الأكثر نشاطًا لتعشيش السلاحف في اليمن، كما يتم الإبلاغ عنها بشكل دوري لتوضيح المواقع وتوعية المتنزهين والزوار بضرورة الحفاظ على تلك المواقع والمساهمة في الحفاظ على هذا الكنز الحيوي الهام.