في محافظة المهرة...تغير المناخ يخلق بيئة خصبة لتفشي وباء الكوليرا والحميات الأخرى

23-01-2024 15:16:49
more

شروين المهرة- تقرير خاص

 

تشهد محافظة المهرة تفشيا لآفة الحمايات الفيروسية في الآونة الأخيرة، خصوصا في أوساط الأطفال، وسط انعدام في الأدوية المناسبة في مستشفيات ومراكز المحافظة.

 

ويقول أطباء وممرضون إن خطر الحميات لا يقتصر على الأطفال فحسب، بل يمتد أيضا إلى المدارس، التي تعاني هي الأخرى انتشار الحميات وغياب الطلاب وقد يوصل الأمر إلى تعطيل العملية التعليمية.

 

ويفيد أن مكتب الصحة بالمحافظة أنه ومنذ بداية تفشي الحمايات في المهرة، اتخذت السلطات الصحية إجراءات لمحاولة احتواء الوباء، ومع ذلك يواجه القطاع الصحي العديد من التحديات التي تعيق جهود السيطرة والوقاية.

 

يتحدث عامل التطعيم محمود الشرعبي، في تقرير بثته قناة بلقيس قائلا: الحميات انتشرت بالفترة الأخيرة بشكل فظيع لافتا إلى أن هناك بعض الحميات يوجد لها لقاحات، لكن الحمى الصفراوية هذه لا يوجد لها لقاح، طبعا في اليمن بشكل عام.

 

يضيف: لكن بالنسبة للأمراض الباقية يوجد لها لقاحات، لكن كل نوع من الحميات تختلف أسبابه وتختلف أعراضه وتختلف المسببات له بشكل عام.

 

ويشير خبراء الصحة إلى أن المخاوف المتزايدة بالمحافظة تكمن في الانتشار المفاجئ والسريع للحميات، في ظل نقص الأدوية اللازمة لعلاجها، بالإضافة إلى نقص الموارد البشرية والمالية.

 

يعاني القطاع الصحي أيضا من نقص مستمر في البنية التحتية والمعدات الطبية، وهذا ما يجعل من الصعب توفير الرعاية الصحية الجيدة. ويؤثر بشكل سلبي على قدرة الحد من تفشي الحميات من قبل السلطات الصحية.

 

وفي السياق ذاته يقول محمد حسان مسؤول الترصد الوبائي في مستشفى الغيضة إن المستشفى يستقبل عشرات الحالات يوميا وكلها أمراض وبائية، مثل حمى الضنك، الملاريا، الحصبة بشكل يومي.

 

وأكد أن الحالات تزايدت بعد إعصار تيج، بسبب المياه الراكدة في بعض المناطق، أدى إلى انتشار البعوض، وهذا البعوض سبب في نقل الحميات والملاريا).

 

وأكد أن الحميات الفيروسية تشكل تحديا صحيا كبيرا ونحتاج الجهود مستمرة لمواجهة هذا التحدي، من خلال التركيز على تحسين البنية التحتية وتوفير الأدوية اللازمة بما يساهم في توفير بيئة صحية مناسبة للمواطن والحفاظ على سلامته والحد من انتشار الحميات.

 

وتحذر منظمة أوكسفام الدولية في آخر تقاريرها من أن الارتفاع المقلق في عدد حالات الكوليرا المسجلة في اليمن يهدد بالتحول إلى وباء، إذا لم يتم اتخاذ إجراءات سريعة.

 

وفي الأسابيع الأخيرة، تم تسجيل حالات إصابة بالكوليرا في ست محافظات في جنوب وشرق اليمن، وكذلك في محافظتين في الشمال. وفي الفترة ما بين 2 أكتوبر و3 ديسمبر، تم الإبلاغ عن 1336 حالة مشتبه بها و11 حالة وفاة مرتبطة بها في جنوب البلاد. ويعني عدم وجود تقارير في العديد من المجالات أن الأرقام الفعلية من المرجح أن تكون أعلى من ذلك بكثير.

 

وتنتج الكوليرا عن نقص المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي، وهي شديدة العدوى، خاصة في الأماكن المكتظة. وقد تأثرت مجتمعات المهاجرين بشكل غير متناسب، مما يعكس التحديات المتزايدة التي يواجهونها في الوصول إلى المياه النظيفة والخدمات الصحية.

 

وبالنسبة لليمنيين، أثارت الحالات مخاوف من احتمال العودة إلى مستويات الكوليرا التي لم نشهدها منذ وباء 2016-2021، عندما تم تسجيل 2.5 مليون حالة إصابة و4000 حالة وفاة مرتبطة بها. وفي عام 2019، تم تسجيل 93 في المائة من جميع حالات الكوليرا في العالم في اليمن.

 

وبحلول عام 2021، انخفض عدد الحالات بشكل كبير، ويرجع الفضل في ذلك إلى حد كبير إلى برنامج التطعيم الناجح. لكن نقص التمويل، وخاصة فيما يتعلق بتوفير اللقاح، يهدد بإبطال هذا العمل الجيد.

 

وفي محافظات حضرموت والمهرة وأرخبيل سقطرى، تأثرت أكثر من 18000 أسرة مؤخرًا بالفيضانات الناجمة عن إعصار تيج، مما ألحق أضرارًا بالغة بالبنية التحتية الصحية والصرف الصحي، فضلاً عن منازل الناس وسبل عيشهم.

 

ولا يستطيع أكثر من 15 مليون شخص في اليمن الحصول على المياه النظيفة، ويتأثر النساء والأطفال بشكل غير متناسب.

 

وقال عبد الواسع محمد، مدير الحملات والمناصرة والإعلام في منظمة أوكسفام في اليمن:"يجب أن يكون الارتفاع الكبير في حالات الكوليرا بمثابة دعوة للاستيقاظ لقادة اليمن والمجتمع الدولي ككل. يمكن، بل ينبغي، الوقاية من الكوليرا وعلاجها بسهولة، ولكن بدون الاستثمار المناسب في النظام الصحي، والحصول على المياه النظيفة ومرافق الصرف الصحي واللقاحات، سيستمر اليمنيون العاديون في دفع الثمن.

 

"تزدهر الكوليرا في أوقات الصراع. أدت ما يقرب من تسع سنوات من الحرب في اليمن إلى تدمير النظام الصحي وسلب العديد من اليمنيين حياتهم وسبل عيشهم. نحن بحاجة ماسة إلى سلام عادل ومستدام من أجل السماح للبلاد بالبدء في إعادة البناء والتعافي.

 

ودعت منظمة أوكسفام المجتمع الدولي إلى توفير التمويل الكافي للمساعدات المنقذة للحياة، وخاصة لبرامج الصحة والقدرة على الصمود وسبل العيش، وزيادة الجهود للتفاوض على سلام دائم وشامل في اليمن.