اعتصام المهرة.. مراحل مهمة في مواجهة التحديات والعواصف

26-06-2023 19:43:37
more

تشهد المهرة، إحدى محافظات الجمهورية اليمنية، اعتصامات وتظاهرات سلمية منذ عام 2018، وتطورت المواجهة في المنطقة بمرور الأشهر. انطلق هذا الحراك بعد تشكيل لجنة اعتصام سلمي لأبناء المهرة في مايو من العام نفسه.

وفي يونيو من ذلك العام، بدأ أول فعاليات لجنة الاعتصام السلمي في ساحة الغيضة، حيث احتشد المعتصمون للمطالبة بتحقيق مصالح الشعب المهري، ومنذ ذلك الحين، شهدت المحافظة حراكًا مستمرًا.

في أغسطس من العام نفسه، كشف الشيخ علي سالم الحريزي، رئيس حركة المهرة للحرية والتغيير، عن تشكيل لجنة رئاسية لتقصي الحقائق في المهرة، وفي سبتمبر نفس العام، أعلنت لجنة الاعتصام عن اعتصام مفتوح في المسيلة، رفضًا لإنشاء موقع عسكري للقوات السعودية.

وفي الثاني والعشرين من سبتمبر من ذلك العام، تداعوا أبناء منطقتي ضحية وطوف شحن وأبطلوا كافة الاستحداثات والعلامات للأنبوب النفطي، واستمر طوف شحن.

وفي نفس الشهر، صدر أمر اعتقال بحق الشيخ علي سالم الحريزي، فيما أزال أبناء مديرية شحن العلامات الخاصة بمشروع الأنبوب النفطي في الثامن والعشرين من سبتمبر.

وفي الخامس من أكتوبر، نظم المعتصمون تظاهرة حاشدة في الغيضة، متمسكين بمطالبهم وسلمتهم. وفي الثالث عشر من نوفمبر، استهدفت القوات السعودية ومليشيات راجح باكريت المعتصمين في فرتك، مما أدى لاستشهاد اثنين من المعتصمين، وعرفت باسم جريمة الانفاق.

وفي الثالث والعشرين من نفس الشهر، نظمت مظاهرة في المهرة، تندد باستهداف المواطنين في جريمة انفاق فرتك، وتجدد التمسك بمطالب خروج القوات الأجنبية.

في ديسمبر من العام نفسه، قامت القوات السعودية المحتلة باقتحام محمية حوف الطبيعية في المهرة، وسيطرت على منفذ صرفيت، فيما نظمت مهرجان جماهيري في منطقة جادب بمديرية حوف، رفضًا لتجاوزات السعودية بالمنطقة.

يأتي هذا الحراك المستمر في المهرة، بسبب التدخلات الخارجية في المحافظة، وعدم تحقيق مصالح الشعب المهري، كما رفض المعتصمون إقامة قواعد عسكرية للقوات السعودية في المحافظة، وطالبوا بخروج تلك القوات.

عام 2019

في العام 2019، عاشت محافظة المهرة في اليمن عدة محطات لجنة الاعتصام التي أسستها حركة شعبية ضد القوات السعودية المتمركزة في المحافظة. ومع تصاعد الاحتجاجات، اتخذت اللجنة خطوات عديدة للمطالبة بإخراج القوات السعودية من المحافظة.

وتعد هبة قبلية من أهم المحطات التي شهدتها المحافظة في العام 2019. حيث قامت القبائل المحلية بمنع إنشاء معسكر للسعودية في المنطقة، ودعموا حركة الاعتصام في مطالبتها بإخراج القوات السعودية.

وفي 14 مارس 2019، دانت اللجنة اعتقال القوات السعودية لمواطنين اثنين، مؤكدة حق الأهالي في الحرية والعدالة.

وفي 2 مايو 2019، نظمت لجنة اعتصام المهرة تظاهرة احتجاجية على نقض السعودية لاتفاقية سحب قواتها من المحافظة، وفي 10 يونيو 2019، تشكلت لجان في مديريات المهرة للتحذير من أجندة السعودية وإخراج المعسكرات السعودية.

ولم تمنع المضايقات والتهديدات السعودية حركة الاعتصام عن مواصلة نشاطها، ففي 10 يونيو 2019، استأنفت اللجنة نشاطها في حوف لإجبار القوات السعودية على الانسحاب من منفذ صرفيت. كما نفّذت اللجنة في 12 يوليو 2019، خمس وقفات احتجاجية في مديريات المهرة متزامنة للمطالبة بخروج القوات السعودية.

ومع استمرار المطالبات والانتفاضة الشعبية، يتطلع أبناء المهرة إلى الحرية والاستقلال، والتخلص من الحصار الذي يفرض عليهم من الجهات الخارجية. وإن كانت المعركة طويلة، فإنها مليئة بالأمل والثبات، وهذا ما يجعلها قادرة على تحقيق مطالبها.

2020 عام التحدي والثبات..

تركز الأحداث الرئيسية للجنة الاعتصام السلمي في محافظة المهرة خلال العام 2020 على الانتقالي وتحديات جائحة كورونا. وقد أعلنت اللجنة تشكيل لجنة طوارئ في أبريل لمواجهة الوباء وتضمن ذلك اتخاذ إجراءات وقائية، بما في ذلك توزيع المعقمات والكمامات.

في أبريل، أعلنت اللجنة أيضًا تأييدها لقرار تعيين محمد عبدالله آل عفرار لمجلس آل عفرار، وهي عشيرة كبيرة في المنطقة. هذا يشير إلى دعم اللجنة للعملية.

في سبتمبر، أعلنت اللجنة رفضها لتواجد الانتقالي في المهرة ومحاولته السيطرة عليها. وأكدت اللجنة أنها تريد الحفاظ على وحدة المهرة ومنع أي محاولات لزعزعتها. هذه الأحداث تعكس التوتر المستمر في المنطقة.

يتضح من خلال هذه الأحداث أن لجنة الاعتصام السلمي في محافظة المهرة تلعب دورًا رئيسيًا في الحفاظ على الاستقرار في المنطقة. وهي تحاول بشكل مستمر تحقيق التوازن بين مصالح الجماعات المختلفة في المنطقة والحفاظ على وحدتها.

2021 العام الأكثر مواجهة..

تعتبر محافظة المهرة، جنوب شرق اليمن، إحدى المحافظات التي يشهد فيها الوضع الأمني توترا بسبب التدخلات الخارجية.

في هذا السياق، أعلنت لجنة اعتصام المهرة مؤخرًا تأييدها الحركة التصحيحية التي أطلقها المجلس العام في المحافظة، مطالبةً السلطات المحلية بالقيام بدورها والحفاظ على الأمن والاستقرار، وهو ما أشارت إليه اللجنة في بيانٍ رسمي.

وفي سياق متصل، حذر الشيخ الحريزي، من اللعب بالنار في المهرة، وأكد جاهزية القبائل لمواجهة أي تحدي، ودعا لتوحيد الجهود وتجنيب المهرة الصراعات والحفاظ على الأمن.

وجدير بالذكر أن إحدى أهم المحطات التي شهدتها محافظة المهرة في الفترة الأخيرة، كان اعتصام المهرة، الذي نجح في سحب السعودية لقواتها من المنطقة، وذلك بفضل نضال أبناء المحافظة ضد التواجد العسكري.

ويشير الشيخ الحريزي إلى وجود قواعد بريطانية في المهرة، ويصف الرئاسي بأداة السعودية والإمارات، الأمر الذي يثير المخاوف من تفاقم الوضع الأمني في المحافظة.

وفي الوقت نفسه، أعربت لجنة اعتصام المهرة عن دعمها ومساندتها للاحتجاجات التي اندلعت في عدن، وأكدت تأييدها الكامل لهذه الحركات التي تسعى لتحقيق العدالة والاستقرار في جميع أنحاء اليمن.

وفي النهاية، تعد لجنة اعتصام المهرة مقرًا للجماعات القبلية والمؤسسات المحلية في المحافظة، ويصر أعضاؤها على أن المهرة هي أرضهم وأنهم على استعداد للدفاع عنها بأي ثمن، وهو ما يشير إلى تدهور الوضع الأمني في المنطقة والحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات فورية للحفاظ على الأمن والاستقرار.

اعتصام المهرة يحقق نجاحاته ويؤكد دعمه للاحتجاجات في عدن

تستمر لجنة الاعتصام السلمي في محافظة المهرة بالعمل على دفع العملية السياسية والمطالبة بإنهاء الصراعات والتوتر الذي يشهدها اليمن. وفي العام 2022، شهدت اللجنة العديد من المحطات المهمة التي أثرت على الحركة والتحركات السياسية في المنطقة.

في يناير 2022، صرحت اللجنة بدعمها للحركة التصحيحية للمجلس العام في المهرة، مطالبة السلطات المحلية بالقيام بالدور المطلوب منها لحفظ الأمن والإستقرار في المنطقة.

كما أكد السلطان محمد آل عفرار في 10 يناير عدم سماح المهرة باستقدام عناصر مسلحة من خارجها وتكرار سيناريو 1967، في إشارة إلى الصراع الذي اندلع في المنطقة في ذلك العام.

في 12 يناير، حذر الشيخ الحريزي الإنتقالي من لعب النار في المهرة، وأكد جاهزية القبائل لمواجهته. وفي 20 يناير، دعا الحريزي إلى توحيد الجهود وتجنب الصراعات والحفاظ على الأمن في المنطقة.

في 29 يناير، أعلن اعتصام المهرة سحب السعودية قواتها من المنطقة، مؤكدة أن ذلك جاء نتيجة نضال أبناء المحافظة ضد التواجد العسكري.

وفي فبراير 2022، تم اطلاق ملتقى جديد لأبناء الغيضة برعاية الحريزي، وفي مايو، كشف الحريزي عن وجود قواعد بريطانية في المهرة ووصف الرئاسي بأداة السعودية والإمارات.

وفي يونيو 2022، دعم اعتصام المهرة الاحتجاجات التي شهدتها عدن، وفي نفس الشهر، دشنت اللجنة مقرها في مديرية حوف.

لكن في يوليو 2022، قامت قوات أجنبية باقتحام منزل الشيخ الحريزي بمدينة الغيضة، مما أثار قلق اللجنة والسكان المحليين.

يعمل اعتصام المهرة على دفع العملية السياسية وحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة، ولكن هذه الحركة تواجه صعوبات كبيرة ومعوقات خطيرة من بينها التدخل الخارجي والتوترات الداخلية.

عقدت لجنة الاعتصام في محافظة المهرة، وهي اللجنة التي تم تشكيلها من قبل عدد من الناشطين المحليين والأحزاب السياسية، سلسلة من الاجتماعات الهامة خلال العام 2023. وقد شهدت هذه المحطات انعكاسات كبيرة على الساحة المحلية والوطنية.

وفي الثالث من يناير 2023، أعلنت هذه اللجنة رفضها لمخطط إنشاء ميناء قشن من قبل الحكومة المركزية، معتبرةً ذلك خطوةً تهدف إلى تجاهل المطالب الشعبية والإخفاق في تلبية حاجات المواطنين. ويأتي هذا التحرك كجزء من مساعي اللجنة للوصول إلى حلول مستدامة للقضايا الاجتماعية والاقتصادية التي تواجه المحافظة.

وفي الثامن من فبراير من نفس العام، دشنت لجنة إدارة الأزمة في قشن خطتها للمرحلة المقبلة بحضور الشيخ الحريزي. وتهدف هذه الخطة إلى تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وخفض مستوى التوتر السياسي والاجتماعي. ويأتي هذا الإجراء استجابةً لمناشدات السكان والناشطين المحليين الذين يسعون إلى إيجاد حلول مستدامة للمشاكل التي تواجههم.

وفي الخامس عشر من فبراير، أكدت لجنة اعتصام سيحوت والمسيلة استمرارها في الدفاع عن المحافظة ورفضها للفوضى والاقتتال. ويأتي ذلك كجزء من استراتيجية اللجنة الهادفة إلى تحريك الرأي العام وتعزيز الوعي بضرورة المحافظة على الأمن والاستقرار في المنطقة.
 
 وفي التاسع من مارس، سلّمت قيادة ملتقى أبناء الغيضة أجهزة طبية لمختبرات نشطون بالمهرة بدعم من الشيخ الحريزي. وتأتي هذه المبادرة كجزء من جهود اللجنة لتعزيز البنية التحتية الصحية في المنطقة وتمكين الناشطين المحليين من تقديم الخدمات الصحية للمواطنين.

أعلنت لجنة اعتصام المهرة في الثلاثين من مايو عام 2023، التزامها بإفشال مخططات الإنتقالي بالمحافظة، وهي خطوةٌ تعكس حرص اللجنة على الدفاع عن سيادة المحافظة وحقوقها. ويأتي ذلك كجزء من الجهود المستمرة التي يقودها الناشطون المحليون المناهضون لقوى الإنتقالي، بهدف الحفاظ على الاستقرار السياسي والاجتماعي في المحافظة.

في النهاية، يمكن القول إنَّ اللجنة المحلية للاعتصام في المهرة قد قامت بجهودٍ كبيرة خلال العام 2023 لتحقيق الأمن والاستقرار في المحافظة، وكان لهذه الجهود انعكاسات واضحة على الواقع المحلي والوطني. ويبقى السؤال الكبير هو ما إذا كانت هذه الجهود قادرة على إيجاد حلول دائمة ومستدامة للقضايا التي تواجه المحافظة في المستقبل القريب.