لم تعد عمليات التجميل حكراً على المرأة بعد أن زاد اهتمام الرجل بمظهره، حتى بات له في السنوات الأخيرة حصة مهمة من تلك العمليات التي تجرى على صعيد العالم، لكن على رغم ارتفاع معدلات لجوء الرجل إليها سنة بعد سنة بقيت المرأة أكثر إقبالاً عليها.
تظهر نساء العالم مزيداً من الاهتمام بالتقنيات التجميلية غير الجراحية والجراحات أيضاً، وإن ظهر إقبال متزايد للرجل عليها أخيراً. من جهة أخرى تختلف عمليات التجميل التي تجرى للرجل تماماً عن تلك التي تجرى للمرأة، خصوصاً مع اختلاف مقاييس الجمال بينهما، وفي كل الحالات مهما زادت معدلات عمليات التجميل بين الرجال لا يظهرون اهتماماً بجميع أنواعها بل يقبلون على أنواع محددة منها.
معايير مختلفة
كان المجتمع ينظر إلى عملية التجميل على أنها محرمة ويجب إخفاؤها، أما اليوم فازدادت شيوعاً وأصبح اللجوء إليها طبيعياً سواء للمرأة، أو حتى أخيراً للرجل الذي زاد إقباله عليها، لكن مهما تقاربت معدلات عمليات التجميل بين الجنسين يبقى الاختلاف مهماً بين تلك التي تجرى للرجل والأخرى التي تخص المرأة نظراً إلى اختلاف مقاييس الجمال في الوجه والجسم بينهما.
وفق الطبيب الاختصاصي اللبناني في التجميل والترميم، جو خوري، يتميز وجه الرجل بكونه أكثر عرضاً وله ذقن مربع، كما أنه وفق معايير الجمال المتعارف عليها من المفترض أن تكون عيناه أصغر وله أنف هابط بالمقارنة مع المرأة.
وأضاف "للرجل أيضاً شفتان أقل بروزاً وعظام بارزة أكثر فوق الحاجب، وتؤثر هذه المعايير الجمالية حكماً في عمليات التجميل التي تجرى له وعلى طرق إنجازها فتختلف عن تلك التي تجرى للمرأة، وعلى سبيل المثال، من المفترض تكبير فك الرجل وجعله أكثر عرضاً ليعطي مظهراً رجولياً".
وتختلف المعايير التي يستند إليها طب التجميل في العمليات التي تجرى لجسم الرجل، فالطبيعي أن عرض الفخذين يزيد لدى المرأة بالمقارنة مع الرجل، أما المعدة فتكون مقطعة لدى الرجل، وهو ما يبحث عنه في عملية نحت المعدة عن تقطيع الـ"6 packs" كمعيار جمالي أمثل له، فيما تركز عملية التجميل لمعدة النساء على الخطوط العمودية لاعتبارها مظهر أنوثة وجاذبية لديها، وهذا ما تستند إليه عمليات شفط الدهون التي تعتبر من عمليات التجميل الشائعة للجنسين.
بحسب خوري، حصل تطور مهم في مجال نحت المعدة ورسم العضلات لدى الرجل، من طريق شفط الدهون وحقنها في العضلات من خلال تقنية متطورة، وهذا ما زاد من إقباله عليها للحصول على المعدة التي يحلم بها، أما بروز العضلات فغير ممكن للمرأة لأنه يعطي طلة رجولية.
تقنية خاصة بالرجل
انطلاقاً من مظاهر الاختلاف بين الرجل والمرأة، من الطبيعي أن تختلف التقنية المعتمدة في عملية التجميل لكل منهما، فكون جلد الرجل أكثر سماكة، قد تزيد صعوبة ودقة عملية التجميل التي تجرى له من الناحية التقنية، في الوقت نفسه لديه معدلات أعلى من الألياف والكولاجين فيعتبر أقل عرضة للترهل، وهو عنصر إيجابي يؤخذ في الاعتبار بما أنه قد لا يحتاج إلى عملية شد الوجه بقدر ما تحتاج إليها المرأة.
من عمليات التجميل الصعبة التي قد تجرى للرجل عملية شد الوجه التي يزيد فيها خطر النزف لديه، وتعتبر في غاية الدقة بوجود اللحية التي يتغير مكانها عندها، فلا يعود الشكل متناسقاً مع التغيير في مكان الخدين مما يزيد من صعوبة العملية لديه، ولعل هذا ما يجعل ثمة حرصاً على إجراء عملية شد عنق في هذه الحالة لحل المشكلة.
من جهة أخرى، يكون جرح شد الوجه ظاهراً لدى الرجل بسبب عدم وجود الشعر لإخفائه كما لدى المرأة، وهو ما يعلق عليه جراح التجميل بقوله "نركز على مواد الحقن والبوتكس وغيرها من التقنيات غير الجراحية للرجل أكثر من عملية شد الوجه، فزادت هذه التقنيات غير الجراحية شيوعاً بين الرجال، وإن لم تبلغ معدلاتها لدى المرأة، لكن من المؤكد أن اللجوء إليها لم يعد مصدر إحراج أو من المحرمات له، كما في السابق".
الأكثر شيوعاً
هناك ثلاث عمليات تجميل أكثر شيوعاً بين الرجال في لبنان، أولها عملية شفط الدهون من الخواصر، خصوصاً لمن يعانون زيادة كبرى في الوزن، وهي عملية لا تسمح إلا بإزالة خمسة كيلوغرامات من الوزن الزائد لا أكثر.
والدهون التي لدى الرجل غالباً من الدهون الحشوية التي لا تنجح العملية في التخلص منها، لذلك يشير خوري إلى أنه من أصل كل 10 رجال هناك رجل واحد تناسبه هذه العملية وتعتبر مجدية له.
من جهة أخرى لدى المرأة ثقافة أهم حول هذه العملية، وهي تدرك حدودها وتلجأ إليها على هذا الأساس، لذلك تخضع لها في الوقت المناسب، خصوصاً أن توزيع الدهون لديها يساعدها في ذلك.
أما العملية الثانية الأكثر شيوعاً بين الرجال فهي "تجميل الأنف" التي ترتفع معدلاتها في المجتمعات العربية، وتجرى بمعدلات أقل بكثير في أوروبا والولايات المتحدة، ثم العملية الثالثة الأكثر شيوعاً، فهي عملية "التثدي" التي يقبل الرجال عليها بنسب عالية في المجتمعات العربية أيضاً، وهي العملية الوحيدة التي لم تتغير بالأرقام، ولا تزال تسجل ارتفاعاً في معدلاتها، بما أنها مشكلة يعانيها 70 أو 80 في المئة من الرجال بسبب الهرمونات.
وهذا النوع من المشكلات في تزايد مستمر بسبب طبيعة النظام الغذائي الغني بالأستروجين، إضافة إلى الهرمونات التي يحصل عليها الرياضيون لتكبير العضلات. يعاني معظم من يتناولون الهرمونات لتكبير العضلات مشكلة التثدي، وعندها إما أن يستمروا في تناولها، أو عند وقفها تبرز المشكلة لدى من يبالغ في ممارسة الرياضة.
وفق ما يوضحه خوري فإنه على رغم تزايد إقبال الرجال على عمليات التجميل فإنهم لا يلجأون إليها غالباً إلا بوجود مشكلة تزعجهم، كما يعتبر المجال محدوداً وضيقاً للرجل في عالم التجميل، فإذا كانت المرأة تقبل على إجراء عمليات شد البطن والمؤخرة ورفعها فإنها لا تهم الرجل، لأنه لا يعاني هذا النوع من المشكلات.
وحتى في حال اللجوء إلى عملية ربط المعدة ترتفع معدلات لجوء المرأة إلى عمليات شد البطن بعدها بالمقارنة مع الرجل، خصوصاً أنها تعاني مشكلة الترهل أيضاً أكثر من الرجل.
(اندبندنت عربية)