يواجه النحالة اليمنيون تحديات كبيرة لا تتوقف عند أضرار الصراع في البلاد، بل تمتد إلى بروز التغيرات والظروف المناخية كعامل رئيسي في تهديد مهنة تربية النحل وتدهور إنتاج اليمن من العسل.
ويقول فيصل الأحمدي، مربي نحل في محافظة شبوة، لـ"العربي الجديد"، إن مهمة البحث عن مراعٍ مناسبة للنحل أصبحت عملية شاقة للغاية في مناطق يصفها بالقاحلة، خاصة الواقعة بين محافظتي شبوة وأبين وتلك الواقعة باتجاه محافظة حضرموت.
النحال علوي بن فرج، من محافظة حضرموت جنوب شرقي اليمن، يبين في هذا الصدد لـ"العربي الجديد"، أن العاملين في تربية النحل واقعون وسط كماشة الجفاف والسيول والفيضانات، وهو ما يضاعف خسائر وتكاليف تربية النحل، الأمر الذي جعل فرج يصفها بالمهمة الشاقة والمحفوفة بالمخاطر والخسائر.
مع استنزاف المراعي وتفاقم مشاكل الجفاف وشح الأمطار، يتوجب على مربي النحل أن يشتروا حبوب اللقاح التي تعد المصدر الرئيسي لتغذية النحل، كما يشير إلى ذلك برنامج الأغذية العالمي. وعندما يتعذر على مربي النحل تحمّل التكاليف الباهظة لنقل هذه الحبوب، يتم في بعض الأحيان التخلي عن خلايا النحل.
ويعتبر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في تقرير صادر نهاية يونيو 2023، أن الصراع في اليمن هو أحد العوامل الأساسية التي تؤثر على كلٍ من العرض والطلب للعسل، إذ أسفرت الانفجارات عن تدمير العديد من خلايا النحل في البلاد، كما أثرت الحرب والصراع على النحالين اليمنيين الذين يعتمدون على التنقل بحثا عن مراع خاصة بالنحل.
وتذكر بيانات الإحصاء الزراعي التابع لوزارة الزراعة والري اليمنية، أن أضرار الحرب والصراع وما نتج عنها من قصف واستهداف ومخاطر في التنقل ووعورة الطرقات طاولت ما يقارب 50 ألف خلية نحل، ونحو 78 منحلا في مختلف المناطق اليمنية.
في السياق، يؤكد سالم الحطامي، تاجر عسل، لـ"العربي الجديد"، أن الطلب على العسل اليمني لا يزال مرتفعا، بالرغم من كل هذه الصعوبات والتحديات التي تواجها عملية الإنتاج. في حين يشير البائع عبدالباري عبدالله، إلى تركيز تجار العسل على تسويقه خارجياً وإيجاد قنوات تصدير خاصة في عدد من الأسواق، خصوصاً في الخليج ودول شرق آسيا وأيضاً في دول أوروبية.
وتقدّر آخر بيانات متوفرة في هذا الخصوص لعام 2020، إنتاجية اليمن من العسل بنحو 2.400 طن، في ظل تراجع نسبي مقارنة بفترة ما قبل الحرب والتي بلغت أكثر من 2.700 طن.
ويرى الباحث الزراعي منصور عبيد، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن التغيرات المناخية أهم تحد يواجه اليمن منذ عقود ويوازي بل يتفوق على تحدي الحرب والصراع في البلاد، بالنظر إلى ما أصبح يشكله من تهديد حقيقي لغذاء اليمنيين وأهم القطاعات المشغلة للعمالة المتمثل في القطاع الزراعي.
إذ وضعت أبرز المهن والأعمال المرتبطة بإنتاج الغذاء في دائرة الخطر مع تسبب كل هذه الظروف والمتغيرات في ارتفاع تكاليف الإنتاج، كما يلاحظ بالنسبة للعاملين في تربية النحل وما يبذلونه من جهود شاقة لتفادي الظروف المناخية القاسية في اليمن.
(العربي الجديد)