نشاط الإنسان أثر في دوران الكرة الأرضية

23-06-2023 08:18:46
more

خلصت دراسة جديدة إلى احتمال أن يكون البشر أسهموا بتعديل في دوران الأرض بشكل كبير بين عامي 1993 و2010 فقط من طريق ضخ كميات كبيرة من المياه من الأرض ونقلها إلى مكان آخر.

ووجدت دراسة نشرت في مجلة "رسائل البحث الجيوفيزيائي" Geophysical Research Letters أن المستويات المقلقة لاستخراج المياه الجوفية أدت إلى إمالة الأرض بحوالى 80 سنتيمتراً (31.5 بوصة) شرقاً خلال هذه الفترة.

وأظهرت الدراسات السابقة أن قطب دوران الأرض يتغير بالنسبة إلى القشرة، إذ يدور الكوكب بشكل مختلف قليلاً مع نقل المياه [الجوفية].

وقدر العلماء باستخدام النماذج المناخية أن البشر ضخوا 2150 غيغا طن من المياه الجوفية، أي ما يعادل أكثر من ستة مليمترات (0.24 بوصة) من ارتفاع مستوى سطح البحر من عام 1993 حتى عام 2010.

في حين اكتشفت قدرة المياه على تغيير دوران الأرض للمرة الأولى عام 2016، إلا أن الإسهام المحدد للمياه الجوفية في هذه التغيرات الدورانية ظل غير معروفة.

ووضعت الدراسة الحديثة نموذجاً للتغيرات الملحوظة في انحراف القطب الدوراني للأرض وحركة الماء، ثم قامت في البداية بتقييم تأثير الصفائح والأنهار الجليدية فقط، ثم نظرت في سيناريوهات مختلفة لإعادة توزيع المياه الجوفية.

قلق وذهول

وقال المؤلف المشارك في الدراسة كي ويون سيو، عالم الجيوفيزياء في جامعة سيول الوطنية في كوريا الجنوبية، إن "قطب دوران الأرض يتغير كثيراً، وتظهر دراستنا أن من بين الأسباب المتعلقة بالمناخ فإن إعادة توزيع المياه الجوفية لها في الواقع أكبر تأثير في انحراف القطب الدوراني للأرض".

وأظهر النموذج انحرافاً سنوياً بمقدار 78.5 سنتيمتر (31 بوصة) أو 4.3 سنتيمتر (1.7 بوصة) عند النظر في [سيناريو] إعادة توزيع 2150 غيغا طن من المياه الجوفية.

وقال الدكتور سيو "أنا سعيد جداً للعثور على السبب غير المبرر لانحراف قطب دوران الأرض، ومن ناحية أخرى وبصفتي مقيماً في الأرض وأباً، أشعر بالقلق والذهول لرؤية أن ضخ المياه الجوفية هو مصدر آخر لارتفاع مستوى سطح البحر".

وتشير النتائج إلى أن الموقع الذي تسحب منه المياه الجوفية مرتبط بمدى قدرته في التأثير على الانحراف القطبي، فعلى سبيل المثال قال العلماء إن إعادة توزيع المياه من مناطق خطوط العرض الوسطى لها تأثير أكبر على القطب الدوراني.

إبطاء معدلات استنزاف المياه الجوفية

وأكد الباحثون أن معظم كميات المياه أعيد توزيعها في غرب أميركا الشمالية وشمال غربي الهند، وكلاهما في مناطق خطوط العرض الوسطى خلال الفترة من عام 1993 إلى 2010.

وقال العلماء أيضاً إن محاولات البلدان لإبطاء معدلات استنزاف المياه الجوفية وبخاصة في هذه المناطق الحساسة يمكن نظرياً أن تؤدي إلى تغير الانحراف.

ومع ذلك فلا يمكن لهذا أن ينجح إلا إذا استمرت مناهج الاستدامة هذه لعقود.

وقال الباحثون إنه نظراً إلى أن قطب دوران الأرض يتغير عادة بأمتار عدة في غضون عام تقريباً، فإن التغييرات الناتجة من استنزاف المياه الجوفية لا تشكل أي خطر لحصول تحول في المواسم، ولكن تبين أن انحراف المحور له تأثير على المناخ على مدى فترات زمنية جيولوجية طويلة.

وخلال الأبحاث المقبلة يأمل العلماء في فهم اختلافات تخزين المياه خلال السنوات الـ100 الماضية، وما إذا كان للاحتباس الحراري أي تأثير في ذلك.