مذكرات زوج من المسلسلات المنتظرة هذا العام نظرًا لأنه يناقش قضية هامة وهي االخلافات الزوجية وأزمة منتصف العمر، بجانب أنه قائم على رواية للكاتب الكبير الراحل أحمد بهجت، ويكتب السيناريو والحوار الخاص به السيناريست محمد سليمان عبدالمالك، الذي يمتلك رصيدأ من الأعمال المتميزة، وفي هذا التقرير سنستعرض كيف عالج المسلسل قضايا هامة في حياتنا وتخص أغلب الرجال المصريين ببساطة وسلاسة شديدة جدًا.
حياة رؤوف الروتينية
منذ المشهد الأول يتضح لنا مدى ملل وسأم حياة رؤوف، ويظهر ذلك في وجوده داخل حمام سباحة في إشارة لركود حياته، ثم في مشاهد متتالية يظهر لنا طبيعة عمله كمراقب في المطار، ومدى روتين عمله الذي يلائم حياته.
ويظهر مدى اختلاف الطباع بينه وبين زوجته، فزوجته منفعلة وحادة باستمرار بينما رؤوف يبدو باردًا وهادئًا، ومدى انشغال زوجته وأولاده عنه وعن اهتماماته بجانب إنه لا ينال التقدير الكافي من زوجته فيبدو رؤوف يعيش في حالة وحدة وهو محاط بعائلته.
وفي مشهد آخر يعبر رؤوف عن غضبه وضيقه من أنها قامت بإيقاظه بعد أول منبه، لتخبره زوجته أنها تتمنى أن تراه يستيقظ مبكرًا من أجل الذهاب للعمل ولو لمرة واحدة، في إشارة لمدى سيطرة زوجته عليه.
أونكل؟! أنا بقيت أونكل
وفي مشهد من أهم مشاهد الحلقة الأولى يصطدم رؤوف بفتاة في المطار فتقول له معتذرة :«سوري يا أونكل...معلش»، ليصدم رؤوف من ردها ويأخذ يردد مع نفسه :«اونكل أنا بقيت أونكل»، في إشارة لعدم تصديقه لمرور حياته سريعًا وأنه كبر في السن، وأن عمره يهرب منه.
وفي حواره مع صديقه طبيب الاسنان يتحدث رؤوف عن نفسه قائلًا :«أنا من قبل كلمة أونكل وأنا حياتي واقفة عاملة زي الساعة العطلانة، وشفاف محدش في البيت شايفني ولا حاسس بي، عايش في البيت لوحدي وضامنين وجودي، وبالليل كوابيس والصبح ضيقة نفس، يبقى قدامك حل من اتنين، يا تصحى يا تكمل الحياة عادي؟ يأما تتمنى أنك تقوم متقومش».
وواصل:«حياتنا زي الألف زي الخطة الموضوعة بالظبط لكن أنا مش مبسوط يا أخي، في حاجة ناقصة».
رؤوف يمثلنا جميعًا
وقضية رؤوف هنا لا تمثله فقط، بل هو في الحقيقة يمثل الكثيرون مننا، ممن مضت حياتهم بسرعة في غمار الروتين والضيق والقوالب المحفوظة بحجة العمل أو السير على «سكريبت» من سبقونا لكن نكتشف في النهاية أن عمرنا مضى وأصبحنا «أونكل» دون أن ندري، فأزمة رؤوف هي أزمة الكثير مننا، فرؤوف باحث عن نفسه ويحاول التمرد على نفسه القديمة المحفوظة، ونحن كذلك نحتاج أن نتمرد على ذواتنا وكافة القوالب المحفوظة حولنا حتى لو خسرنا أمامها أشياء تبدو كبيرة لكن من المهم أن نكون سعداء.
فقضايا مثل روتين الحياة وإيجاد السعادة الحقيقية والقوالب المحفوظة والحياة التي تشبه حرف الألف من القضايا المععقدة التي تناولها علماء نفس واجتماع بدقة وبحث وفترات طويلة، والتي نتعرض لها في حياتنا اليومية يوميًا، عالجها سيناريست محمد سليمان عبدالمالك في مشاهد بسيطة وسريعة وكاشفة بشكل كبير عن مشكلة رؤوف الذي يمثلنا جميعًا.
طارق لطفي: ناس كتير هتشوف نفسها في الحدوتة
وفي حوار للفنان طارق لطفي مع برنامج its showtime على قناة cbc تحدث طارق لطفي عن كواليس العمل قائلاً :«هي مخاطرة محسوبة، فهي مأخوذة من رواية للكاتب الكبير أحمد بهجت، ومحمد سليمان عبدالمالك مقدم حدوتة بسيطة جدًا وناس كتيرة هتشوف نفسها في الحدوتة».
وتابع: «ناس كتيرة هتشوف نفسها في الحدوتة، رؤوف، هتشوف نفسها الأسرة دي وبشكل لايت، لكن الناس من جواها هتضحك».