يعيش فلسطينيون في قطاع غزة، على أنقاض منازلهم التي دمرها الجيش الإسرائيلي خلال حربه على قطاع غزة، المندلعة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وفي ظل الدمار الواسع الذي تسببت فيه الهجمات الإسرائيلية، بقي بعض الفلسطينيين في منازلهم، لما يحمله من ذكريات لهم ولأطفالهم.
والاثنين، قال المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة في أحدث إحصائية: "بلغ عدد الوحدات السكنية التي تعرضت إلى هدم كلي في القطاع قرابة 50 ألف وحدة سكنية، إضافة إلى 240 ألف وحدة سكنية تعرضت للهدم الجزئي".
أحلامنا في بيتنا المدمّر
وقال الفلسطيني ياسين القرا، أحد سكان قرية خزاعة شرق خان يونس جنوب القطاع: "أعيش في بيتي المدمر لما يحمل من ذكريات لي ولأولادي".
وأضاف القرا الذي يعيل سبعة أبناء للأناضول: "ذكرياتنا وأحلامنا كلها هنا في البيت المدمر."
وتابع: "لم أجد مأوى غير ركام منزلي، المدارس تحمل في طياتها الأمراض ولا تحتوي على مقومات للحياة."
ويتطلع القرا وفق قوله، إلى "وقف دائم لإطلاق النار، وإنهاء كابوس الحرب".
ولفت إلى أن "مراكز الإيواء لا تصلح للإنسان، لا يوجد أي خدمات، ولا مياه، فكيف يمكننا العيش في جو البرد دون نظافة؟ أولادي دائما يعانون من المرض."
وقال: "نحن ما زلنا هنا على أمل أن يتم التوصل إلى هدنة دائمة، ووقف دائم لإطلاق النار".
سنظل في منزلنا المدمر رغم البرد الشديد
بدورها، قالت فلسطينية عرفت عن نفسها باسم أم أيمن القرا للأناضول: "نعيش على أنقاض منزلنا منذ بداية الهدنة، والمدارس التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) لا تحتوي على أدنى مقومات الحياة".
وأضافت: "رغم البرد الشديد سنظل في منزلنا المدمر".
وتابعت: "أتمنى أن تنتهي الحرب، كنا جالسين في بيتنا والآن تشردنا، ولكننا مصممون على البقاء على ركام المنزل".
من جانبه، يعوّل الفلسطيني إبراهيم النجار، على وقف إطلاق النار بشكل دائم، ليتسنى له العودة وبناء منزله المدمر مرة أخرى.
وقال النجار للأناضول: "عندما بدأت التهدئة (الجمعة)، ذهبنا إلى منزلنا شرق مدينة خانيونس، واكتشفنا أنه قد دُمر".
ووجه النجار نداء إلى العالم، داعيًا إلى "الوقوف بجانب قطاع غزة، لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار".
ويشهد قطاع غزة منذ صباح الجمعة، هدنة إنسانية مؤقتة استمرت 4 أيام وأُعلن الاثنين تمديدها ليومين إضافيين تتضمن وقفا لإطلاق النار وتبادل أسرى بين "حماس" وإسرائيل، بموجب وساطة قطرية مصرية أمريكية.
كما ينص اتفاق الهدنة على ضمان دخول المساعدات الطبية والغذائية والوقود، وحظر الطيران الإسرائيلي في أجواء القطاع.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على القطاع، خلفت أكثر من 15 ألف قتيل فلسطيني، بينهم 6150 طفلا، وما يزيد على 4 آلاف امرأة، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لمصادر رسمية فلسطينية وأممية.