قالت مصادر دبلوماسية، الأربعاء 25 أكتوبر/تشرين الأول، إن المجموعة العربية في الأمم المتحدة وزعت مشروع قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة، في حين رفضت روسيا مشروع قرار أمريكي يكتفي بالدعوة إلى هُدنٍ إنسانية.
وذكر مصدر دبلوماسي للجزيرة أن مشروع القرار العربي الذي جرى توزيعه في وقت متأخر من مساء أمس الثلاثاء يطالب بتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، كما يرفض بشدة أية محاولات للترحيل القسري للسكان المدنيين الفلسطينيين.
ووفقا للمصدر نفسه، يؤكد مشروع القرار العربي على ضرورة الإسراع بإنشاء آلية لضمان حماية السكان المدنيين الفلسطينيين، وفقا للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.
وخلال جلسة عقدها مجلس الأمن الدولي أمس، طالب وزراء خارجية كل من السعودية ومصر والجزائر والأردن المجلس بالتحرك الجاد لوقف إطلاق النار في قطاع غزة فورا.
وفي مؤتمر صحفي بنيويورك، وصف وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان الوضع في غزة بالكارثي، ودعا إلى الوقف الفوري لإطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية وإنهاء الحصار على غزة.
كما دعا وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى وقف إطلاق نار فوري ومستدام ووقف أشكال العقاب الجماعي والتهجير القسري للفلسطينيين، مؤكدا رفض بلاده تصفية القضية الفلسطينية.
وفي الإطار، قال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي إن استمرار فشل المجلس في وقف المجازر في غزة أمر غير مقبول.
ويشهد مجلس الأمن الدولي انقساما بشأن التطورات في غزة، حيث تعارض الولايات دعوات دول أخرى لوقف إطلاق النار، وتم حتى الآن إحباط مشروع قرار روسي وآخر برازيلي.
في غضون ذلك، دعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مجلس الأمن إلى دعم مشروع قرار جديد أعدته بلاده وقال إنه يأخذ في الاعتبار مواقف أعضاء المجلس في الأيام الأخيرة.
وخلال جلسة مجلس الأمن، دعا بلينكن إلى بحث هُدنٍ إنسانية للسماح بدخول المساعدات إلى قطاع غزة، من دون أن تستفيد منها حركة حماس حسب تعبيره، مطالبا بإطلاق سراح من وصفهم بالرهائن في غزة فورا ودون أي شروط.
وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن مشروع القرار الأميركي يؤكد “حق كل الدول” في الدفاع عن نفسها ويدعو للالتزام بالقانون الدولي”، كما يدعو إلى “تعليق (عمليات القصف) لدواع إنسانية” لفسح المجال أمام دخول المساعدات، من دون الدعوة إلى وقف إطلاق النار.
وسارعت روسيا إلى إعلان معارضتها مشروع القرار الأميركي، وقال مندوبها لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا إن هناك حاجة ملحة إلى وقف سريع وغير مشروط لإطلاق النار بين طرفي الصراع في حين أن المسودة الأميركية لا تتضمن ذلك.
كما انتقد وزير الخارجية المصري سامح شكري مشروع القرار الأميركي، وعبر عن استغرابه من أي محاولات جديدة لإصدار قرارات لا تتضمن مطالبات بوقف إطلاق النار للحيلولة دون انزلاق الأوضاع إلى مزيد من التدهور.
وبعد أسبوع من عدم حصول مشروع قرار روسي بشأن غزة على الأصوات الكافية، وزعت موسكو مشروع قرار آخر في مجلس الأمن يطالب بوقف إطلاق النار وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وطالب المندوب الروسي فاسيلي نيبينزيا بوقف العنف في غزة والإفراج فورا عن كل “الرهائن”، محذرا من أن يقود الصراع الحالي إلى ابتلاع المنطقة وأن يتسع نطاقه.
وتعليقا على الحراك الجاري في مجلس الأمن، قالت حركة حماس إن المجلس بدا عاجزا عن اتخاذ قرار يلزم إسرائيل بوقف العدوان.
والأسبوع الماضي استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار برازيلي يدعو إلى هدنة إنسانية.