في مساحة الدراما اليمنية.. اجماع على تحسنها.. ولازالت تعاني الكثير من القصور
more
في مساحة الدراما اليمنية.. اجماع على تحسنها.. ولازالت تعاني الكثير من القصور
اجمع عدد من العاملين في المجال الفني وصحفيين مهتمين ان الدراما اليمنية في تطور مستمر رغم الظروف..
واكدوا في مساحة على تويتر لموقع حكمة يمانية الجمعة الماضية ان الدراما اليمنية تعاني الكثير من القصور.
وفي المساحة التي تميزت بحضور ملفت ونوعي شارك فيها الكثير من المتخصصين والمهتمين؛
أكد المشاركون الى أهمية النقد العلمي الذي يطور الدراما اليمنية ويحسنها .
وفي المساحة التي كانت بعنوان الدراما اليمنية بين الواقع والمأمون والتي قدمتها أمان زيد وشارك فيها من الوسط الفني وصحفيين مهتمين كلا من الممثل فهد القرني،و المخرج وليد العلفي، و مدير الدراما بيمن شباب أسامة الصالحي، والكاتب والصحفي محمد دبوان المياحي، والصحفي سيف المقطري ووكيل وزارة الإعلام د. محمد قيزان وبحضور جمهور نوعي ومتفاعل طالب المشاركون بأن يتحمل المجتمع مسؤلية تطوير الدراما واعتبروا ان غياب الدراما الهادفة كارثة ثقافية على البلد.
وبعد أن تطرقت مقدمة المساحة أمان زيد لبدايات الدراما في اليمن وصولاً لآخر ما وصلت اليه اليوم وانحصارها في رمضان، تحدث الممثل فهد القرني في مشاركته عن صناعة الدراما اليمنية منذ بداياتها وحتى اليوم.
واعتبر ان الدراما صناعة بكل ما تحمله الكلمة "صناعة متكاملة" .
مضيفا ان الدراما ليست ممثلا يؤدي فقط وليست مخرجا فقط وانما هي عملية صناعية متكاملة لها تأثيرها الثقافي بقدر مالها تأثير اقتصادي.
وأكد القرني على أهمية النقد البناء للدراما من قبل الجمهور .
وقال نحن بحاجة الى النقد العلمي والانطباع العام وحتى وان كان خاطئا.
واضاف ان الدراما في تطور ملحوظ في الصورة ولم تعد حكرا على قناة او ثقافة معينة فكل الثقافات المتنوعة داخل البلاد تقدم دراما من الصنعاني الى التهامي والعدني الى الحضرمي وهذا شيء ايجابي.
وطالب بأن تتحمل النخب والمجتمع المسؤلية في تطوير الدراما ،الناقد والمشاهد والمنتج والفنان كلهم يتحملوا في تطوير الدراما.
واعتبر ان غياب الدراما عن الساحة كارثة ثقافية على البلد.
وتساءل القرني هل وصلنا الى الحالة المقبولة في العرف الدرامي العربي والعالمي ..ويجيب: لاشك انه لازال لدينا قصور.
وتحدث الصحفي سيف المقطري عن أسباب ضمور الدراما في اليمن الذي من أهمها انعدام البيئة التي تطور من مهارات الممثلين وبدائية كتابة السيناريو والإخراج.
ودعا المقطري الى تفهم حالة السخط من الجمهور اليمني .
والى وان يتسم الحكم على الدراما بين الواقعية والحياد .
ويفسر المقطري الواقعية في تقبل الظرف الاستثنائي الذي يمر به البلد واعتبره جزء من العمل الدرامي..
مضيفا ان هناك تاريخ درامي سابق قبل الحرب وبعده وهناك اسباب رئيسية يتحملها اكثر من طرف واسباب شخصية.
واعتبر المقطري ان اسباب الضمور الدرامي تكمن في غياب رأس المال الوطني..وغياب حالة الحرية لدى الفنان..و ندرة شركات الانتاج الحقيقية القادرة على انتاج عمل درامي متكامل بتكلفة وميزانية ولا تكون خاضعة لأي ضغوط خارجية.
ويذكر من اسباب ضمور الدراما "التقطع" العمل الموسمي وظهور تلك الاعمال في رمضان "وهذا لن يساعد الاطقم العاملة على التطور وصقل مواهبها"
ويضيف ان القصور الثقافي لدى القائمين على الاعمال الدرامية وغياب الثقافة العامة لديهم احد الاسباب .
مضيفا ان غياب مراكز التأهيل للكوادر الفنية وغياب التأهيل الاكاديمي من ضمن الاسباب ايضا.
ويضيف المقطري ان ضعف الحركة النقدية وغياب النقد الفعلي من المتخصصين في جميع المجالات.
وكذا الشخصية الخارقة "جرنديزر الدراما" وهو ان تتجمع اعمال الدراما في شخص واحد..
داعيا الى توزيع الادوار واتاحة الفرصة للاخرين.
وذكر من ضمن اسباب الضمور ضعف عناصر العمل الدرامي في الفكرة في تكرار المضمون وغياب التنوع.
متسائلا اين التراجيديا والملي دراما.؟؟؟
واعتبر المقطري عناصر السيناريو هي احد الكوارث المفقودة والمستمرة منذ البداية.
مضيفا ان ضعف الحبكة الدرامية ابتداء من المراحل الاولى والصراع والتصاعد المنطقي للأحداث الى الذروة والوصول الى الحل ..هي من اسباب الضمور.
وطالب في نهاية مشاركته المخرجين والقائمين على العملية الدرامية الى استقطاب الوجوه الجديدة وعمل تجارب اداء مستمرة لكي يظل عامل التنافس..
و تطرق المخرج وليد العلفي للمعوقات التي تواجه العاملين في الوسط الدرامي والإمكانيات البسيطة التي تتحدى جميع الكوادر ومع ذلك يتم إخراج أعمال أفضل من الأعوام السابقة.
واكد العلفي انه رغم الحرب الا ان هناك زخم درامي كبير في اليمن هذا العام.
ويذكر العلفي احصائية ان 22 مسلسلا انتج خلال هذا العام منها ثلاثة رسوم متحركة ويعتبره منجز كبير جدا مقارنة بدول مجاورة لها زخم درامي .
وتساءل ما الذي دفع كل هذه القنوات الى انتاج هذا العدد الكبير من المسلسلات؟ .ويجيب ان الجمهور اليمني شغوف كثيرا بالفن والدراما.
ويؤكد العلفي ان هذا العام كان هناك تحولا كبيرا في الدراما..
واعتبر العلفي ضعف العمل الدرامي له اسباب منها ضعف البنية التحتية للدراما اليمنية ،يعود الى عدم وجود متخصصين والموجودين اكتسبوها عبر الخبرة والممارسة بحسب قوله.
ويضيف العلفي :وكذلك لعدم وجود نص مكتمل مما ترتب ايجاد شخصيات اثناء التصوير.ايضا عدم وجود اماكن للتصوير.. وخاصة بعد عام 2015..بسبب منع التصوير في صنعاء وماحولها..مما اضطرهم الى التنقل في المناطق الجنوبية..مما كلف كلفة مالية كبيرة..
مضيفا ان تعز اليوم اصبحت بيئة مناسبة للتصوير وستصبح قبلة للانتاج الدرامي بعد نجاح مسلسل العالية.
الصحفي محمد دبوان المياحي تطرق للأعمال اليمنية الرمضانية وأسباب نجاح بعضها و تدني مستوى غيرها.
مؤكدا بان هناك انتقالية كبيرة وبجهود ذاتية في بلد مفكك.
واشار الى ازمة الكاتب التي تجعل الانتاج مبعثرا.
مشيرا الى غياب النص والبعد الثقافي للمثلين .
وقال دبوان ان تطوير الفن كفن سيؤدي رسالة.
مضيفا ان الفن مهمة تحريرية.. تحرير المجتمع من ظروف الحرب وان يحررك من احساسك انك واقع سيء ويحرر الناس من واقعهم..
وقال دبوان: ان الفنان هو الشخص الذي يمتلك شرارة حقيقية يستطيع بها ان يخترق كل الظروف.
مضيفا ان الفنان بمقدوره في ظرف سيء يستطيع ان يثبت بذاته في الشعر وفي الرواية وفي التمثيل و ان يدفع التجربة الى اقصى مدى ممكن.
و تطرق مدير الدراما في يمن شباب أسامة الصالحي الى مستقبل الدراما وشح دعم الحكومة للدراما اليمنية ولكوادرها.
اشار ان هناك خوف و خطورة على مستقبل الدراما
مضيفا ان الخطورة تكمن بان القنوات التي تنتج اليوم هي قطاع خاص يفترض ان يكون يعود لها مردود من الاعلانات.وهذا يجب ان يتفهمه راس المال الوطني في هذا الجانب.
ويضيف :ما يحدث اليوم من انتاج هوانه ينفق عليه من داخل القناة واستطرد: الخطورة القادمة هل ستستمر القناة الخاصة ان تنتج بهذا الشكل مستقبلا..
واشار الى مشكلة الطواقم الإنتاجية وقلتها.."وان وجدت فليست مؤهلة.."
مضيفا ان من المشاكل التي يواجهه الانتاج عدم وجود مسرح واهتمام حكومي في هذا الجانب يمكن ان يكون رافدا للدراما..
و خُتمت المساحة بكلمة وكيل وزارة الإعلام د. محمد قيزان الذي أشاد بجهود الشباب في إنجاح الأعمال الدراما وأكد على أن الوضع الدرامي في هذه الفترة يحتاج لمثل هذه الأعمال.
وقال ان الاعمال الدرامية بحاجة الى وقفة جادة الى التقييم والتطوير والتحسين في الاداء.
وقال ان الدراما اليمنية تحتاج الى دعم شعبي وتشجيع من المجتمع والحكومة .
مضيفا ان الظروف الصعبة التي تعيشها بلدنا تنعكس على الجميع بما فيهم الفنان اليمني.ولذلك نجد محاولات جادة للانتاج الدرامي اليمني وهي خطوات ايجابية تحتاج التشجيع. وألا نغرق في النقد والتهكم والسخرية..
مضيفا اننا لا ننكر ان هناك اشكاليات حقيقية في الانتاج الدرامي بعضها تعود للفنان وبعضها للبيئة الداعمة والبعض الاخر للامكانيات النادية والفنية المسخرة لذلك.
ويرى ان الفنان اليمني بحاجة الى تأهيل وتدريب وصقل الموهبة حتى يصل الى مرحلة الاحترافية ..
ويرى قيزان ان الفنان اليمني خليط وككتيل من العمل يجمع اكثر من عمل واعتبرها هذه مشكلة .
داعيا الى ان يتخصص في عمل واحد وان يطوره..
وقال قيزان :اننا نفتقد الكاتب المحترف والسيناريست المبدع والطاقم المؤهل من التصوير الى الاخراج الى المونتاج.
مضيفا رغم ظروف الحكومة فهذا لا يعفيها من رعاية الكوادر الفنية.
مشيرا بأن هناك قصور كبير من قيادة الحكومة في فهم الدور الكبير والاهتمام بهذا الجانب الفني .
و خلال المساحة قدم الباحث خالد بريه مداخلته التي انتقد فيها الأعمال الدرامية التي تسيء للمواطن اليمني و خص بالذكر مسلسل همي همك الذي أساء للمواطن التهامي و صوره بالشكل الذي ظهر عليه.
واشار الى ان هناك امكانيات رائعة قدمت من النضج الدرامي ما جعل المتلقي يحترمها ويشيد بها.
وتساءل لماذا لا نبني ونراكم على هذه الخبرات والتطورات التي حصلت ..
وارجع سبب التراجع الى الفجوة التي حصلت في الانتقال من المسرح الى الشاشة الصغيرة."التي سببت الارباك الكبير".
واكد ان الحوار في الدراما اليمنية يدعو للخيبة.
ودعا الى ان ينظر للانسان اليمني على انهم احرارا ولا يقبلون بهذه الادوار التي تكرس الصفات السلبية التي تظل ملتصقة في الجمع العقلي للمجتمع اليمني..
الصحفي والكاتب نبيل البكيري تطرق في مداخلته الى اهمية الدراما في حياة الشعوب التي لا تقل عن التعليم والمناهج ولا تقل عن دور الخطيب في المسجد ودور الاستاذ و المثقف والكاتب بحسب ما قال..
وقال ان خطورتها انها تتقمص وتجمع كل ادوار هؤلاء الفاعلون الثقافيون في المشهد الثقافي في اي مكان.
مضيفا: من خلال الدراما يمكنك ان تبني شعبا تافها او شعبا عظيما.وأن تؤسس لامة عظيمة او امة تافهة.ولذلك تتطلب اعدادا حقيقيا ورسالة حقيقية .وبعدهاةتأتي اهمية ادراك اهمية الممثل واهمية السردية التي نتحدث حولها.
ويرى انها في الحالة اليمنية تتطغى عليها "نوع من الكسل الذهني او التقليد والاختزالي لمفهوم الدراما.. كنوع من التسلية ونوع من السخرية ونوع من الاستهبال اذا صح التعبير. "
من خلال تقديم درانا تستطيع اعادة المشهد الثقافي والوطني افضل من ان يعمله الخطيب والمعلم والصحفي والكاتب.
واشاد البكيري بمسلسل العاليا وقال انه كواحدة من القصص التي يبنى عليها.
و تطرق الإعلامي محمد الربع الى الأعمال الدرامية اليمنية وحث على الى الاهتمام بها. والاسهام بتطويرها ورفع من دورها..
واشار الربع الى ان الدراما في اليمن لم تتحول الى صناعة وانما هي اجتهادات .ولم تتحول الى مصدر رزق مقارنة بالدول الاخرى..
مضيفا ان الدراما اليمنية لن تتطور الا اذا وصلت لهذا الشكل.
واشار الربع الى ان من المعوقات لعدم تطور الدراما عدم وجود مرجعيات درامية للتعلم منهم والاستفادة منهم.
اضافة الى انعكاس الصراع في اليمن اثر على الدراما ..
الصحفي عبدالله التميمي اشاد بالتقدم الذي طرا على الدرامة من حيث الكم والكيف واشاد بعدد من النجوم الذين ظهروا بالفترة الماضية واشار ان هناك امكانيات مالية تصرف للدراما وخاصة من القنوات الخاصة "وهنا لا يجب ان تعذر بنقص الامكانيات..
وقال التميمي انه من خلال ما طرح ان الجميع مجمع ان مشكلة الدراما قصة وسيناريو..
ويتساءل التميمي هل يعقل بعد ماعرفنا على المشكلة التي تعاني منها ولا نستطيع ان نوجد لها حلول؟؟
ودعا التميمي القنوات الخاصة ان تهتم بكتاب القصة وان تأهل كتاب السيناريو.
مضيفا ان كثيرا من الاعمال الدرامية لا تعكس الواقع الذي نعيشه.
وتساءل التميمي هل يعقل ان تمثل احداث مسلسل مكون من 11 ممثلا في فللا.؟
وانتقد التميمي التجهيزات الفنية في بعض المسلسلات التي لا تخدم الفكرة في المسلسل.
و أشاد الصحفي مصطفى القطيبي بالتطور الملحوظ في الدراما اليمنية.
مطالبا بعدم اظهار الصورة الواقعية الكوميدية المبتذلة. وعدم الاستمرار في الاعمال الكوميديا الزائدة.
و اخُتمت المساحة بمداخلة للكاتبة والصحفية رغدة جمال التي بدورها نفت إدعاءات أن من أسباب ضمور الدراما اليمنية هو النص الدرامي والتي رأت بدورها أن في الوقت الذي أن الدراما اليمنية تعجز عن تأهيل كوادرها فإن الرواية اليمنية تنجح وتحصد جوائز عدة.