يتصدر المعدن الأصفر قائمة الاهتمامات في اليمن باعتباره ملاذاً رئيساً للاستثمار والادخار منذ ما قبل الحرب في البلاد عام 2015، بينما زاد الطلب عليه بشكل كبير مع انهيار العملة المحلية التي فقدت نحو 300 في المائة من قيمتها، وسط عدم وجود سوق مالية في اليمن.
وقال الباحث الاقتصادي صادق علي لـ"العربي الجديد"، إن تزايد الإقبال على الذهب يعود إلى أن جميع الخيارات أصبحت مغلقة في اليمن أمام الاستثمار والادخار الآمن للأموال مع انهيار العملة وتوسع الانقسام النقدي وتفكك منظومة العمل المالي والمصرفي وهروب رؤوس الأموال إلى الخارج وافتقار البلاد للبنية التحتية والاقتصادية المناسبة.
وتشهد أسواق الذهب حركة واسعة في معظم المدن اليمنية مستفيدة من القرارات الملزمة للصرافين في صنعاء بإيقاف المضاربة في الأراضي وعدم كشف أي حسابات مالية وانعكاس ذلك على تراجع هذا القطاع وما يرتبط به من مشاريع وأعمال بناء وتشييد، وفرض العملة المحلية الريال اليمني في بيع الأراضي وتأجير العقارات في عدن، إذ كان هذا القطاع يمثل أحد أهم الملاذات التي تستقطب رؤوس الأموال والمدخرين في اليمن.
الخبير في سوق الذهب يحيي نهشل، أكد لـ"العربي الجديد"، أن سوق الذهب المحلي في اليمن تأثر كثيراً بالاضطراب المتواصل للعملة المحلية واختلاف سعر صرف الريال مقابل العملات الأجنبية بسبب الانقسام المالي والنقدي في البلاد، لافتاً إلى نقطة مهمة في هذا السياق تتمثل في بروز بعض الأعمال والممارسات التي تتم ملاحظتها أخيراً كتهريب الذهب إلى الخارج لاستغلال رواجه وارتفاع الطلب عليه في بعض الدول وهو ما يؤثر على تداوله محلياً.
وقال الصائغ مدين السالمي، وهو تاجر ذهب، لـ"العربي الجديد"، إن الخوف مع بداية الحرب أدى إلى حدوث ركود كبير في تجارة الذهب في اليمن، قبل أن تعود إلى الانتعاش مرة أخرى في الأعوام التي تلت الحرب ومن ثم اشتداد الصراع المالي والاقتصادي والنقدي منذ العام 2020، وذلك بسبب تخوف الناس والتجار والمستثمرين واتجاههم لسحب أموالهم من البنوك وادخارها واستثمارها في شراء الذهب واكتنازه.
بدوره، لفت المحلل الاقتصادي أحمد النصيري، في حديثه لـ"العربي الجديد"، إلى اتجاه العديد من المستثمرين ورجال الأعمال في اليمن إلى سوق الذهب بقوة أخيراً واستغلال هذه الوضعية باستخدام أموالهم ومدخراتهم النقدية وعوائد تجارتهم بالاستثمار بالمعدن الأصفر وبروزهم أخيراً كمتحكمين في عملية تداول هذا المعدن.
(العربي الجديد)