جنين تشيع شهداءها بعد انسحاب جيش الاحتلال

05-07-2023 18:45:45
more

شيّع آلاف الفلسطينيين ظهر اليوم الأربعاء، 11 شهيداً فلسطينياً ارتقوا خلال العدوان الأخير على مدينة ومخيم جنين، الذي استمر قرابة 48 ساعة، وقد وُوري الثرى 9 منهم في مقبرة الشهداء بمخيم جنين، فيما دُفن شهيدان في مسقط رأسيهما في فحمة وميثلون بمحافظة جنين، وكان الشهيد عدي خمايسة (22 عاماً) قد شُيع أمس في مسقط رأسه بلدة اليامون غرب جنين.

وانطلقت مواكب التشييع من مراكز طبية ومستشفيات نقلت إليها الجثامين أمس الثلاثاء، بعد تعطل الثلاجات في مستشفى خليل سليمان الحكومي في جنين نتيجة العدوان، حيث خرجت المواكب الجنائزية من كل من مستشفى ابن سينا التخصصي في مدينة جنين، وبلدات عرابة، وقباطية وفقوعة في محافظة جنين، ونُقل معظم الشهداء إلى المستشفى الحكومي، حيث خرجت من هناك جنازة شارك فيها الآلاف على شكل جنازات متتالية للشهداء الذين لفّهم الأهالي بأعلام فلسطين، وراية حركة الجهاد الإسلامي، وراية كتائب شهداء الأقصى الذراع المسلحة لحركة فتح، وراية حركة حماس.

وتحلق عدد من المقاومين الملثمين حول جثامين الشهداء، وهم يحملون أسلحتهم خلال الجنازة.

وهتف المشاركون للمقاومة الفلسطينية، ولا سيما "كتيبة جنين"، وهي مجموعة مقاومة في المخيم تتبع لسرايا القدس، الذراع المسلحة لحركة الجهاد الإسلامي، ورددوا عبارة "الكتيبة ما بتموت"، في رسالة تحدٍّ للاحتلال الذي اقتحم المخيم وشنّ هجومه على مدار يومين بهدف مهاجمة المقاومين واعتقالهم أو اغتيالهم.

ودفن في مخيم جنين الشهداء سميح أبو الوفا (20 عاماً)، وحسام أبو ذيبة (18عاماً)، وأوس هاني حنون (19 عاماً)، ونور الدين مرشود (16 عاماً)، ومحمد الشامي (23 عاماً)، وأحمد  عامر (21 عاماً)، ومجدي عرعراوي (17 عاماً)، وعلي الغول (17 عاماً)، ومصطفى قاسم (16 عاماً). فيما شيع الشهيد جواد نعيرات (22 عاماً) في مسقط رأسه ميثلون جنوب جنين، وخرج موكب تشييعه من بلدة فقوعة في جنين، حيث نقل هناك ليلة أمس، وصولاً إلى بلدته، وقد استُقبِل جثمانه على الأكتاف، وأدى الأهالي صلاة الجنازة عليه في ساحة مدرسة ميثلون بعد صلاة الظهر مباشرة، قبل الخروج بجنازة شعبية له ومواراته الثرى في مقبرة البلدة.

وقال ابن عمه حسين نعيرات لـ"العربي الجديد"، إن جواد لبى نداء مدينة جنين ومخيمها، لتشكيل ضغط على جنود الاحتلال من الخارج وتخفيف الحصار عن الأهالي في المخيم، مؤكداً أنه استشهد خلال مواجهات في مدينة جنين.

وودعت بلدة فحمة جنوب غرب جنين جثمان الشهيد عبد الرحمن صعابنة، حيث انطلق موكب تشييعه من بلدة عرابة المجاورة حيث كان في ثلاجات أحد مراكزها الطبية، ونُقل إلى المستشفى الحكومي في مدينة جنين، وشيّع في المدينة مع باقي الشهداء، قبل نقله إلى مسقط رأسه ووداعه في منزله، والسير به محمولاً على الأكتاف في شوارع بلدته، وأداء صلاة الجنازة عليه في ساحة عامة قبل دفنه في مقبرة البلدة، وقد كان صعابنة، بحسب ذويه، واحداً من الشبان الذين هبّوا إلى المخيم من القرى والبلدات.

وتوافد الأهالي من بلدات جنين، ومدن فلسطينية أخرى في الضفة الغربية، إضافة إلى مناطق من الأراضي المحتلة عام 1948 للمشاركة في المسيرة، فيما وصلت مسيرة من نابلس تهتف لجنين لتلتحق بالجنازة.

وقال القيادي بحركة الجهاد الإسلامي ماهر الأخرس لـ"العربي الجديد" على هامش التشييع، إن "الجنازة كانت حاشدة، وقد شارك فيها الفلسطينيون من كل أنحاء الضفة الغربية حباً فيمن قاوم الاحتلال وقاومه، وكانت ممزوجة بالحزن والنصر، حيث إن الجنازات تكون عادة مهيبة، لكنها اليوم امتزجت بطعم النصر والحرية".

وأضاف أن الهتافات في الجنازة حملت التكبير والنصر والفرحة على وجوه أهالي الشهداء، لأن النصر وفشل الاحتلال بلسم جروحهم، حسب وصفه.

طرد وفد من حركة فتح من تشييع شهداء مخيم جنين

طرد مشيّعون، ظهر اليوم الأربعاء، وفداً من حركة فتح ضم أعضاء لجنتها المركزية، ومسؤولي أقاليم الضفة الغربية، من تشييع شهداء مخيم جنين شمال الضفة الغربية.

وخلال تشييع تسعة شهداء بقبر جماعي على أطراف مخيم جنين، شارك وفد من اللجنة المركزية لحركة فتح ضم نائب رئيس الحركة محمود العالول وعزام الأحمد وصبري صيدم، ورؤساء أقاليم الحركة بالضفة الغربية بالتشييع.

وبحسب مراسل "العربي الجديد"، فإن الوفد كان له كلمة من المفترض أن يلقيها محمود العالول، وما إن بدأ بكلمته حتى اعترضه شبان وحدثت مشاحنات ومحاولات اعتداء جسدي، وإطلاق نار بالهواء، وأُوقفت الكلمة وسط هتافات المشيعين "يا للعار يا للعار بعتوا المخيم بالدولار، وبرة وبرة"، ثم انسحب الوفد على وقع الهتاف لكتيبة جنين.

ويأتي هذا التوتر والغضب على السلطة الفلسطينية بعد ساعات من توتر ومهاجمة مقر المقاطعة من قبل شبان غاضبين عقب انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من مدينة جنين ومخيمها، إثر العدوان الذي استمر يومين، فيما أطلق الأمن الفلسطيني قنابل الغاز والصوت تجاه المحتجين.