وحدة التاريخ والجغرافيا أحمد عثمان 21-05-2023 22:48:09

more

الوحدة هي العلامة الأولى للحياة الطبيعية للأوطان. واليمن منذ القدم وجدت ذاتها في وحدتها.

الشعب واحد، والجغرافيا والهوية واحدة، والنظام يختاره الناس بإرادتهم وحوارهم. وأعتقد أن أفضل ما توصل له اليمنيون هو النظام الاتحادي عبر الحوار الوطني ومخرجاته.

وهي المخرجات التي اجتمع عليها اليمنيون بصورة غير مسبوقة في لحظة صفاء تاريخي استشعر فيه اليمنيون أهمية الدولة ليمن واحد وقوي، وأهمية النظام الذي يمثل كافة الشعب متجاوزا حالة الاستبداد أو الاستلاب أو الاقصاء والهيمنة.

ولولا الانقلاب السلالي لمدفوع من القوى التي تحمل على اليمن احقاد التاريخ ومخاوفها من نهضة اليمن بطاقاته وشعبه وموقعه الذي يؤهله لبناء دولة واقتصاد وقوة تمثل أمان للشعب والمنطقة ومصالح العالم، تعيد أمجادا من حضارة اليمن.

للتاريخ دوران وتماثل واعادة لجوهره وقواعده، وهو ما يجب أن يكون. فالتاريخ سيعيد نفسه ويتقدم بأدوات العصر عبر وطن واحد ودولة قوية بنظام يهندسه أبناؤه بحيث يتلافى أخطاء الماضي إلى رحابة المستقبل الواعد بيمن عظيم مستقر وقوي.

والقوة والاستقرار مقرون بوحدة الجسد والروح، بينما التشظي يسير عكس الحياة وعكس تيار الحضارة ولا يصنع إلا الأشلاء الممزقة، ولا ينتج الا الصراعات التي تسكن فيه المخاوف والفقر والضعف والصراعات.

العالم يتوحد لكي يستقر، ولا يمكن لليمن وهي مهد الحضارة أن تمشي عكس رياح التقدم، والتنمية، وقوة الوطن.

لقد ترعرعت الوحدة عندما بدأت خيوط سبتمبر واكتوبر في الظهور بأنفاس الآباء والأجداد ودمائهم. وكانت عدن والجنوب عموما هي المكان الجغرافي للثورة والوحدة. فـ ثورة ١٤ أكتوبر هي إعلان لوحدة سلطنات الجنوب على طريق وحدة الوطن. وهي عقيدة وطنية لا يمكن للأخطاء العابرة للأفراد والجماعات أن تخنقها أو تنهي زخمها وروحها عبر الاجيال كما لا يمكن للأطماع الخارجية أن تلتهمها.

الوحدة روح الآباء وحلم الأبناء ونافذة التاريخ وبوابة الحضارة، وهي درب التعافي من كل الأمراض والمهددات. وطريق الأمان الوطني تبحث عن دولة لتنهض بالشعب والوطن إلى القمة التي تليق باليمن والمكانة التي يستحقها الشعب العريق.

* من صفحة الكاتب في الفيسبوك