أثمرت المساعي الجزائرية داخل مجلس الأمن الدولي في برمجة جلسة طارئة تبحث خطر التهجير القسري الذي يواجهه سكان غزة، في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ 3 أشهر على القطاع.
وقال مصدر دبلوماسي لـ”القدس العربي” إن الجلسة المفتوحة في مجلس الأمن الدولي المتعلقة بفلسطين، ستعقد يوم الجمعة 12 كانون الثاني/جانفي الجاري، وستطرح فيها الجزائر والمجموعة العربية خطر التهجير القسري في غزة.
وتأتي هذه المبادرة بعد نحو 10 أيام من انضمام الجزائر رسميا لمجلس الأمن الدولي لشغل مقعد غير دائم في عهدة تمتد لسنتين، تعهدت فيها البلاد بجعل قضية فلسطين أولويتها داخل المجلس.
وكان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في خطابه الأخير أمام غرفتي البرلمان قد تعرض بشكل مباشر لقضية تهجير الفلسطينيين، عندما حذر من سايكس بيكو جديدة في غزة، وأبرز أنهم يسعون لترحيل الفلسطينيين.
وأكد تبون في نفس الخطاب أن بلاده ستظل مع فلسطين ظالمة أو مظلومة، مبرزا أن “الجزائر تدافع بشراسة عن مبادئ ثورتها وقيم البشرية ولا تتخلى عن الدول الضعيفة”.
وقبل أيام، أكد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أن بلاده خلال عهدتها الحالية في مجلس الأمن الدولي ستواصل العمل مع شركائها الأفارقة، من أجل أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته، لرفع “الظلم التاريخي” المسلط على الشعب الفلسطيني.
ووردت تصريحات الرئيس تبون في ندوة صحفية مع نظيره السيراليوني جوليوس مادا بيو الذي زار الجزائر من أجل التنسيق بين البلدين باعتبارهما عضوين غير دائمين في مجلس الأمن، خلال هذه العهدة.
وأكد تبون أن البلدين سيواصلان العمل لدعوة المجتمع الدولي، خاصة مجلس الأمن، من أجل “تحمل مسؤولياته التاريخية والقانونية والأخلاقية فيما يتعلق بالظلم التاريخي الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني، والذي تشهد عليه الأوضاع في قطاع غزة التي تعاني من إبادة وجرائم حرب غير إنسانية أمام عالم عاجز عن ردع الاحتلال الصهيوني”.
ووفق وزير الخارجية أحمد عطاف، سيكون من أولويات الجزائر في مجلس الأمن، دعم القضية الفلسطينية في هذه الهيئة الأممية من أجل زوال الاحتلال.
وقال الوزير في آخر ظهور له على منصة أثير التابعة لقناة الجزيرة، إن الجزائر من وراء دخولها مجلس الأمن لديها أولويات ذات بعد عالمي شامل وأولويات ذات بعد جهوي وأولويات ذات بعد محلي.
وانتقد عطاف بخصوص القضية الفلسطينية، تشتت الصف العربي في دعم القضية في الهيئات الأممي. وذكر في رده على ضعف الموقف العربي مقارنة بتطلعات الشارع، قائلا: “يجب أن نكون صرحاء مع بعضنا، ليس هناك صف عربي واحد حول القضية الفلسطينية، فالصف العربي والكلمة العربية يطبعهما التفتت وهذا ما يترجم في الميدان بالضعف”.