كشفت مصادر اقتصادية عن ارتفاع تكاليف الشحن التجاري إلى اليمن بنسبة تتجاوز 300%، فيما تشير التوقعات إلى ارتفاعها المحتمل مجدداً بسبب توترات الأوضاع في المنطقة بفعل حرب الاحتلال على غزة، إضافة إلى موقع اليمن الإستراتيجي على طريق التجارة البحرية الدولية.
وتوقعت المصادر أن تكون للأحداث المتصاعدة في المنطقة بسبب العدوان الإسرائيلي تبعات على الشحن التجاري إلى اليمن، وزيادة تكاليف التأمين البحري بسبب ارتفاع المخاطر في المياه اليمنية الإقليمية.
وبحسب المصادر فأن شركات الإعادة تعمل في مثل هذه الظروف على إجراء تقييم ودراسة شاملة للوضع والمخاطر المحتملة والبلدان موضع التأثير بالأحداث وعلاقتها بالتجارة والملاحة البحرية وكذا أوضاعها الداخلية.
وتأتي اليمن في طليعة الدول التي تُقيَّم تحت مستوى الخطر، وهذا ما جرى طوال السنوات الماضية بسبب الأوضاع الداخلية في البلاد، إذ كان هناك تقييم سلبي للوضع أدى إلى إحجام شركات التأمين العمل على الشحن التجاري إلى اليمن أو الاستمرار في العمل بتكاليف مرتفعة.
وتوقعت المصادر إن اليمن سيتأثر مباشرةً بالحرب الإسرائيلية وتبعاتها على التجارة الدولية مع تصاعد الأوضاع في المنطقة، وخصوصاً بعد عودة ميناء الحديدة شمال غربيّ اليمن للعمل مرة أخرى في استقبال السفن المحملة بالبضائع بعد توقف استمر لأكثر من أربع سنوات
تجدر الإشارة الى انه يوجد في اليمن نحو 8 موانئ بحرية محلية، منها 6 موانئ دولية، أهمها عدن والحديدة والمخاء والمكلا في حضرموت، ونشطون في المهرة.
وتعمل أربعة موانئ بقدرات منخفضه للغاية، في حين هناك ثلاثة موانئ مغلقة، من بينها ميناء المخاء الذي يُعمَل على تأهيله وإعادته للخدمة، إلى جانب ميناء بلحاف في شبوة المخصص لتصدير الغاز الطبيعي المسال، وميناء رأس عيسى الذي أدت الحرب والصراع الدائر في اليمن، والناقلة المتعثرة صافر إلى إيقافه.
الى ذلك قال خبراء لموقع Commercial Risk أن شركات النقل البحري بحاجة إلى مضاعفة المخاطر السياسية في سلاسل التوريد الخاصة بها، حيث يهدد الصراع في الشرق الأوسط بتعطيل التجارة والشحن، وذلك بعد إعلان مليشيا الحوثي إغلاق البحر الأحمر أمام السفن الإسرائيلية.
وبحسب الموقع يعد كيان العدو الإسرائيلي موردًا مهمًا للسلع والخدمات المتخصصة للشركات الغربية في مجال المواد الكيميائية والأدوية والطاقة والتكنولوجيا وأشار الموقع الى إن انقطاع إمدادات هذه المنتجات والخدمات المتخصصة يمكن أن يكون له “تأثير مفاجئ” على سلاسل التوريد.
وأضاف موقع المخاطر التجارية يبدو التهديد الذي يتعرض له الشحن الدولي أكثر حدة في خليج عدن ومضيق باب المندب والبحر الأحمر، وذلك لأن الحوثيين في اليمن لديهم القدرة على استهداف السفن بالصواريخ والطائرات المسيرة في هذه المناطق.
مؤكدا إن تعطيل الشحن عبر مضيق باب المندب لا يمثل مجرد مصدر قلق لأسواق النفط. ويعد المضيق نقطة تفتيش محتملة لسلاسل التوريد الزراعية، حيث يمر عبره أكثر من 50 مليون طن من المنتجات الزراعية كل عام.
لافتا الى إن الشحن على نطاق أوسع يواجه أيضًا خطر ارتفاع التكاليف إذا أجبرت المخاوف الأمنية المتزايدة شركات الشحن على تغيير مسارها.
ويواجه الشحن من وإلى الكيان الإسرائيلي قفزة بمقدار عشرة أضعاف في أقساط مخاطر الحرب منذ اندلاع الحرب، وفقًا لرويترز، حيث تم إدراج إسرائيل في قائمة المناطق عالية الخطورة التي حددتها لجنة الحرب المشتركة في سوق لندن فيما يتعلق بحرب السفن والقرصنة والإرهاب والمخاطر ذات الصلة.