سلاحف نادرة ومهددة بالانقراض تواجه مخاطر البقاء على شواطئ المهرة في اليمن

03-10-2023 21:30:30
more

تستوطن السلاحف سواحل المهرة (شرقي اليمن) منذ سنوات طويلة. وفيها تجد بيئة ملائمة للتكاثر، حيث تساعدها الرمال الرطبة هناك على الحفر ودفن البيض.

وتضع السلاحف بيضها على شواطئ المهرة في الفترة التي تمتد من يونيو (حزيران) إلى أكتوبر (تشرين الأول)، بالرغم من المخاطر التي تهدد حياتها وصغارها جراء أعمال الصيد غير القانونية، والتغييرات المناخية.

وتعد السلاحف الخضراء، أكثر أنواع السلاحف شيوعاً على شواطئ المهرة، بالإضافة إلى توجد أنواع أخرى بكميات أقل، ومنها السلاحف ضخمة الرأس، ومنقار الصقر والزيتونية.

ويعد استيطان السلاحف لسواحل المهرة مهما كما أشار مستشار محافظ المهرة للشؤون البيئية، أحمد بلحاف في تصريح لـ «وكالة أنباء العالم العربي».

وأكد بلحاف: «أن السلاحف ثروة بيئية تحافظ على التوازن البيئي، كما تحافظ على نقاوة البحر، وتتغذى على العوالق المائية، كما أن محمياتها تمثل مناطق سياحة متميزة، وهي أيضاً تمثل مخزوناً غذائياً احتياطياً لاستخدامه في أثناء الأزمات الكبيرة».

ومع تزايد المخاطر التي تهدد تواجد السلاحف في سواحل المهرة، وفي ظل التجاهل الحكومي لحمايتها، تحرّك صيادون بشكل تطوعي لحماية السلاحف في المناطق القريبة منهم دون الحصول على أي دعم أو مساعدة من قبل السلطات.

ويعمل الصيادون على حماية السلاحف البحرية العملاقة في محافظة المهرة اليمنية من بشر يأكلون لحومها وبيضها، وكلاب تلاحق صغارها، ومهربين ينتقون أنواعاً منها لبيعها بثمن بخس خارج البلاد.

جهود حماية تطوعية

حفيظ كلشات، صياد مهري، أخذ على عاتقه مهمة حماية السلاحف المهددة بالانقراض، لأنها كما يقول: «غير قادرة على الدفاع عن نفسها»، «بمجرد قلبها على قوقعتها تبات كما هي حتى تنقر الطيور عيونها وتقتلها حرارة الشمس».

منذ العام 2012، يعمل الصياد كلشات في هذه المهمة الإنسانية، بشكل تطوعي. وبات يُعرف في منطقته بالمراقب البيئي المتطوع.

يتجول كلشات بقاربه الخشبي الصغير في البحر والشواطئ القريبة من منزله في منطقة محيفيف في جنوب غربي مدينة الغيضة عاصمة محافظة المهرة، ويراقب أماكن وجود السلاحف على ساحل المنطقة الذي يمتد لمسافة 18 كيلومتراً منذ خروجها من البحر بعد غروب الشمس حتى عودتها إليه مع الشروق.

ومع حلول الظلام، تزحف السلاحف ببطء لمسافات قصيرة على رمال الشاطئ الرخوة، وتعمل على إحداث حفر متفاوتة الأعماق في مناطق على الساحل تختارها بعناية لوضع بيضها التي تصل إلى نحو 200 بيضة، ثم دفنها والعودة إلى البحر، في عملية تكاثر تتكرر مرتين كل عام، كما قال كلشات لوكالة أنباء العالم العربي.

ويعمل كلشات على حماية السلاحف في مناطق تشهد زحفاً عمرانياً من قبل مستثمرين. حيث تتعرض بشكل متزايد للاصطياد بغرض بيعها أو أكل لحومها. كما تهدد الكلاب المفترسة حياة صغارها.

ودعا الصياد كلشات، السلطات المعنية بحماية البيئة في المهرة إلى إعلان ساحل السلاحف محمية طبيعية، وتوفير حراسة دائمة له من اعتداءات البشر.

على شفا الانقراض

من جانبها، قالت إيمان باعمر، مديرة مكتب وزارة المياه والبيئة بمحافظة المهرة، في مقابلة مع «وكالة أنباء العالم العربي» إن الاحتباس الحراري يؤثر على البيئة البرية والبحرية بشكل متزايد، مما زاد من أهمية حماية البيئة في المحافظة التي تعاني إهمالا وتدميرا بشريا.

وحذرت إيمان من أن السلاحف على شفا الانقراض بفعل الصيد الجائر وغياب الدعم والتمويل الحكومي لتوفير حماية دائمة للمحميات الخاصة بالسلاحف.

ووفقاً للمسؤولة الحكومية، أدت أعمال بناء متنزهات في محمية السلاحف بمنطقة الدمر إلى تدمير مناطق تعشيش السلاحف.

ووصفت الجهود التطوعية التي يبذلها شباب من أمثال كلشات بأنها بسيطة وحلول لا تفي بالغرض.

وأشارت إيمان إلى أن الزحف العمراني في المهرة، التي تشهد اتساعاً حضرياً يوماً بعد يوم، جاء على حساب البيئة البحرية ويهدد بقاءها، خاصة في محمية السلاحف ومحمية حوف.

وترى المسؤولة الحكومية أن يدها مغلولة، قائلة إن دور مكتب المياه والبيئة في المهرة هو دور إشرافي فقط.

وأضافت «مكاتب الهيئة العامة لحماية البيئة نزعت دور مكاتب وزارة المياه والبيئة، لكنها لا تقوم بواجبها في حماية البيئة، خصوصاً في المهرة».