فيما أعلنت جماعة الحوثي توقف مسار المفاوضات مع السعودية، وهددت بعودة الخيار العسكري، جدد مجلس القيادة الرئاسي تمسكه بخيار الشامل والعادل وفقا للمرجعيات الثلاث المتفق عليها دوليا.
وحذر رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور رشاد العليمي خلال لقائه، الإثنين، في الرياض السفير الأمريكي لدى اليمن "ستيفن فاجن"، من انهيار فرص السلام المنشود، في ظل استمرار التصعيد الحوثي على مختلف الجبهات، وفق الانباء الرسمية سبأ.
وحث العليمي المجتمع الدولي لممارسة المزيد من الضغوط من أجل أجبار جماعة الحوثي على دفع رواتب الموظفين في مناطق سيطرتها، وإنهاء انتهاكاتها الجسيمة لحقوق الانسان، بما في ذلك الحصار المفروض ضد المدنيين في محافظة الجوف، والقيود على أنشطة القطاع الخاص، والحريات العامة التي كان أحدثها، الاجراءات التعسفية بحق الفتيات الملتحقات بالتعليم الأكاديمي، في خطوة وصفها بـ"عدوانية إضافية لتهديد السلم الاجتماعي، وقيم التعايش، والتسامح التي عاشها اليمنيون على مر العصور".
وأكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي على أن دعم الاصلاحات الاقتصادية والخدمية الحكومية هو الطريق الامثل لتعزيز فرص السلام، وتخفيف المعاناة، وتحقيق تطلعات الشعب اليمني في استعادة مؤسسات الدولة، مشيدا في هذا السياق بالجهود الأممية والدولية من أجل تجديد الهدنة واستئناف العملية السياسية.
والخميس الماضي، حذر مجلس القيادة الرئاسي في اجتماع له، جماعة الحوثي من التمادي في اعتداءاتها العسكرية، وانتهاكاتها الجسيمة لحقوق الانسان.
وحذر المجلس الرئاسي جماعة الحوثي من أي مغامرات لتقويض فرص السلام، مشيدا بدور القوات المسلحة والمقاومة الشعبية، وجاهزيتها العالية لردع أي تصعيد حوثي.
مجلس الرئاسي دعا أيضا، المجتمع الدولي الى مغادرة حالة الصمت ازاء التعنت الحوثي، والاستجابة لتطلعات الشعب اليمني في بناء دولته العصرية وحقها الحصري في احتكار القوة، وضمان مشاركة جميع اليمنيين في صناعة المستقبل المشرق الذي يستحقونه.
تمسك حوثي بخيار الحرب..
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلنت جماعة الحوثي، توقف المفاوضات الجارية مع السعودية الهادفة إلى إحياء الهدنة والدخول في عملية سياسية؛ لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من ثماني سنوات.
وقال رئيس المجلس السياسي للحوثيين (أعلى هيئة تنفيذية في الجماعة)، مهدي المشاط، إن المفاوضات توقفت عند نقطة تسليم الرواتب، متهما واشنطن بعرقلة المفاوضات عقب إصرارها على الرياض في الامتناع عن تسديد ما أسماها "الفواتير"، في الفترة الماضية.
في أبريل الماضي، بلغت التفاهمات السعودية - الحوثية ذروتها بعد زيارة السفير السعودي، محمد آل جابر، إلى صنعاء، ولقائه بالقيادات الحوثية.
وتصر جماعة الحوثي على صرف السعودية مرتبات مقاتليها الذين إضافتهم إلى وزارتي الداخلية والدفاع الخاضعتين لسيطرتها في صنعاء.
في غضون ذلك، حذرت مجلة أمريكية من اقتصار مفاوضات إنهاء الحرب في اليمن على الكيانات المسلحة التي اكتسبت الشرعية من خلال المعركة.
وشددت مجلة فورين أفيرز على ضرورة أن تشمل المحادثات جميع الأطراف السياسية والاجتماعية في البلاد، مشيرة إلى أنه يمكن لعملية السلام أن تنجح من خلال تسوية سياسية بين جميع الأطراف المتحاربة، وليس مع جيران اليمن فقط.