من الهواء إلى الصدور، رصاص الأفراح والأتراح يقتل الأبرياء، وينغص فرحتهم.
هكذا اعتاد اليمنيون إطلاق الرصاص الحي في السماء ابتهاجاً في الأعياد، والأعراس، والمناسبات المختلفة، وعادة ما يؤدي ذلك إلى سقوط الكثير من الضحايا كل أسبوع تقريباً، بينهم نساء وأطفال يفقدون أرواحهم، أو ينقلون جرحى إلى أقسام الطوارئ في المستشفيات بسبب الرصاص العائد من السماء.
الرصاص الطائش في أيدي المواطنين زاد من حدة هذه الظاهرة، وفي كثير من الأحيان يفلت الجناة من العقاب، ولا يتم العثور على مطلقي النار أو التعرف على هويتهم، وذلك لأن مطلق النار لم يحظ بتدريب حول كيفية استخدام السلاح.
وتغيب الإحصاءات الرسمية عن أعداد من يقعون ضحايا هذا النوع من مظاهر تستهين بأرواح الناس وسلامتهم، عدا أنباء عاجلة عن وصول إصابات بحالات إسعاف إلى المستشفيات قد يفلح الكادر الطبي في إنقاذها أو تلافي حتفها.
الشرع والقانون واضحان ولكن!
ضمن لقاءات محافظ المحافظة بن ياسر.. دعا المتشاورون؛ الخطباء، ورجال القانون والشيوخ، والأعيان، وعقال الحارات، والإعلاميون، والناشطون.. للقيام بدورهم في التوعية المجتمعية بكافة الظواهر السلبية، وأقرَّ الاجتماع إلى النزول إلى الأسواق وإغلاق محلات بيع السلاح، والجلوس مع المشايخ والخطباء، واستمرار التوعية المجتمعية، وقد أكد خطباء المساجد في خطبهم أنَّ الشريعة الإسلامية حذَّرت من مخاطر حمل السلاح، والعبث به دون حاجة، فكيف بمن يصيب ويقتل به الأبرياء، وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا مرَّ أحدكم في مسجدنا أو سوقنا ومعه نبلٌ (أي سهمٌ) فليمسك على نصالها، أو فليقبض بكفه أن يصيب أحدٌ من المسلمين منها شيء ".
فكم من المناسبات انقلبت إلى أحزان بسبب العبث بإطلاق النار، وكم من فرحة أعقبها حزن، إضافة إلى ترويع الآمنين وإزعاجهم بأصوات الرصاص..
والقانون اليمني رقم (40) بجميع مواده ينظم حمل الأسلحة النارية والألعاب النارية وكذا منعها، ومتى يُرخَّصُ تصديرها وبيعها وفقاً للقانون.
الإعلام والحملة الأمنية
يقع الدور الأكبر - بعد دور الأجهزة الأمنية - على عاتق وكاهل رجل الإعلام؛ فالإعلاميون وعبر وسائلهم المختلفة المتواضعة، أوصلوا سالة المواطن إلى الجهات المختصة، وبتأثير مرتدٍ، ينشرون مرة أخرى رسالة الأمن عبر مواقعهم ومنابرهم الإعلامية المختلفة، وجميع وسائل التواصل الاجتماعي، وعبر الهاشتجات، ويشكلون حلقة وصل بين كل المكونات، وفئات المجتمع المهري..
آملين أن ينعم المواطن في ظل محافظة يسودها الأمن والأمان والاستقرار والسلام، والرخاء والاطمئنان..
إنَّها محافظة المهرة، سلمها الله وأهلها من كل ضير وشر ومكروه!.