قال وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك، اليوم الجمعة، إن "العلاقات اليمنية التركية تتمتع بخصوصية فرضتها الروابط التاريخية بين البلدين والشعبين الشقيقين، وهي تسير في تحسن مطرد في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية".
وأشار في المقابلة التي أجرتها معه وكالة الأناضول إلى "ما تقدمه الحكومة التركية من تسهيلات ورعاية لأبناء الجالية اليمنية، سواء الذين اضطرتهم مليشيات الحوثي لمغادرة بلادهم، أو من الطلاب ورجال الأعمال والزائرين، هو محل تقدير واعتزاز الشعب اليمني".
وتابع: "موقف الحكومة التركية الثابت في دعم الشعب اليمني وحكومته الشرعية، ونضاله لاستعادة دولته على كافة التراب الوطني، يقدم بدوره صورة ساطعة من صور الترابط والتلاحم الذي يجمع البلدين".
"من هذا المنطلق جاءت زيارتي الأخيرة (ديسمبر/ كانون الأول 2022) إلى الجمهورية التركية للدفع نحو مزيد من التعاون والتنسيق في مختلف المجالات وعلى كل المستويات، بما يلبي تطلعات بلدينا وشعبينا الشقيقين"، أضاف الوزير.
وفي معرض رده على سؤال بشأن عودة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران، وانعكاسات ذلك على مسار الحرب المستمرة في بلاده منذ نحو 9 سنوات، قال بن مبارك: "يجب أن يكون واضحا أن الحرب في اليمن مشكلة داخلية بجذور سياسية تتمثل في انقلاب جماعة الحوثي على السلطة الشرعية وليست مشكلة إقليمية لتحل بالاتفاق بين طرفين إقليميين".
وفي 10 مارس/ آذار الجاري، أعلنت السعودية وإيران استئناف علاقاتهما الدبلوماسية وإعادة فتح السفارات في غضون شهرين، وذلك عقب مباحثات برعاية صينية في بكين، بحسب بيان مشترك للبلدان الثلاثة.
ومضى بن مبارك قائلا: "من حيث المبدأ تتعامل الحكومة مع جميع المبادرات الهادفة لتهدئة الأوضاع في المنطقة من منظور إيجابي، وبنفس الوقت تنظر إلى الأفعال لا الأقوال".
وأضاف: "إذا أدى الاتفاق (بين السعودية وإيران) إلى تنفيذ فعلي من النظام الإيراني بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لليمن والتوقف عن دعم مليشيات الحوثي بالسلاح فبالتأكيد سيكون ذلك عاملا مساعدا على إنهاء الحرب والتوصل إلى تسوية سياسية وفقا للمرجعيات الثلاث: المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية (2011)، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني (2013-2014) وقرار مجلس الأمن 2216 (يلزم الحوثيين بترك المناطق الخاضعة لهم وتسليم سلاحهم)".
وحول ما يتردد عن وجود وساطة صينية بين السعودية وإيران لإحياء مسارات السلام ووضع نهاية للأزمة في اليمن، قال بن مبارك: "لم يتحدث معنا الأصدقاء الصينيون عن وساطة لإنهاء الأزمة في اليمن".
وأردف: "موقفنا المبدئي بهذا الشأن أننا نرحب بجميع الجهود الدولية الهادفة لدعم المسار الأممي لإنهاء الحرب في اليمن وبما يعزز مسار الأمم المتحدة كمظلة رئيسية لكل تلك الجهود