كانت لقاءات مثمرة وحيوية تلك التي جمعتني بشخصيات وطنية بوزن اجتماعي كبير في حضرموت، وكذا مع زملائي قيادات وكوادر المؤتمر الشعبي العام، تلك كانت مناسبة طيبة ترافقت مع وجودنا بمعية الأخ الرئيس د. رشاد العليمي في زيارته التاريخية والأولى لحضرموت. الموفقة، والباعثة على الأمل.
خضنا في أمور عديدة، مبتدئين بما هو حضرمي الشأن، ومنتهين إلى ما هو وطني يمني عام. تكاد الآراء في حضرموت تجمع على دعم مخرجات مشاورات الرياض ومجلس حضرموت الوطني، مع التأكيد على جعله جامعًا شاملًا لكل القوى الوطنية، ومفتوحًا على المكونات الأخرى في محافظات الإقليم. وغير متصادمًا مع الأقاليم أو المكونات الأخرى وحتى المختلفة معه رؤية وهدفًا.
الغالبية ممن التقيتهم يرون أن مشروع الدولة الاتحادية الذي تبنته القوى الوطنية في مؤتمر الحوار الوطني لازال رغم ما أصابه من جروح هو المدخل الوطني والمنطلق لمعالجة الأزمة اليمنية، وهزيمة الانقلاب الحوثي بما هو عودة للإمامة، وهو البرنامج الوطني لاستعادة الدولة، وإنقاذ اليمن من هوة سحيقة أدمت الإنسان، وتعود به إلى عهود الظلم والاستبداد.
هناك رفض شعبي في حضرموت وفي كل مناطق اليمن، يكبر ويتحول شيئًا فشيئًا إلى قوة دفع مادية، وفعل اجتماعي ينبذ كل محاولة لتسويق العنصرية والترويج لخرافة الحق الإلهي في الحكم، الوعي بخطورة الإمامة على وحدة اليمن يتحول إلى وعي وطني جمعي متحرر مقاوم ومتمرد على السائد، يجتث الإمامة في معقلها فكرًا وممارسة، ويرغم دهاقنتها على المراوغة، والتواري "تُقيةً" خلف شعار الجمهورية نفسها.
وفي ثبات ودون مواربة وفي ضوء قراءتنا لواقع وحال المنطقة، وما يعتمل فيها من متغيرات، بمخاطر كبيرة محتملة، أكدنا لرموز حضرموت السياسية والاجتماعية ولقواعد المؤتمر الشعبي العام في حضرموت وكل أنحاء اليمن، دعمنا المستمر للتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، في مواجهة التحالف الحوثي الإيراني، ذو الأطماع التوسعية. فذلك هو الوجه الآخر لمعادلة الصراع في اليمن.
أننا ندين للأشقاء في المملكة بما قدموه من مساعدات إغاثية إنشائية، وما ينفذوه من مشروعات عبر مركزي الملك سلمان والإعمار، نحن على ثقة بأن هذه الجهود سوف تساعد وتعين السلطات المحلية في المحافظة على تحسين وتطوير الخدمات.
سيذكر التاريخ لأحرار حضرموت اليوم (محافظة وإقليمًا) "أبناء الأحقاف" وهم يمضون نحو مسارهم المتحرر من كل تبعية، الملتزم للتوافق الوطني في دولة اتحادية، أنهم وبمجلسهم الوطني يقدمون صيغة مثلى في تطبيق قيم العدالة والمساواة، ويساهمون في إعادة صياغة العلاقات بين الأهل والإخوة على نحو مختلف، يؤطرون للحقوق والواجبات، ويبعثون رسائل في كل اتجاه.
رئيس مجلس الشورى
النائب الأول لرئيس المؤتمر الشعبي العام