في الوقت الذي يسود فيه ركود غير مسبوق في سوق المكسرات مع عزوف اليمنيين عن شرائها كما جرت العادة سابقاً في الأعياد الدينية، أثارت الجهات المختصة جدلاً واسعاً حول جودة بعض الأصناف المتداولة والتي قد تؤثر على صحة المستهلك.
وحذرت الهيئة اليمنية للمواصفات والمقاييس وضبط الجودة في صنعاء من شراء أو تناول المكسرات التي تظهر عليها "الأعفان" أو إصابات حشرية أو فطريات سامة.
وتوضح مصادر تجارية رسمية أن أغلب الأصناف المتداولة التي تم التحذير منها مستوردة من الخارج وتغرق الأسواق المحلية دون خضوعها لإجراءات الفحص والسلامة المتبعة.
ويشتهر اليمن بإنتاج أغلب أنواع المكسرات مثل اللوز الذي يصل إنتاج البلاد منه إلى أكثر من 10 آلاف طن سنوياً من مساحة زراعية تقدر بنحو 5 آلاف هكتار.
وتتركز زراعة اللوز اليمني عالي الجودة الذي يواجه منافسة قوية من الأصناف المستوردة التي تغزو الأسواق المحلية خصوصاً اللوز الأفغاني والصيني، في المرتفعات الجبلية وفي المناطق ذات المساحات المناسبة لزراعة بعض محاصيل الفواكه مثل العنب.
رئيس جمعية حماية المنتج المحلي اليمني وليد الحدي، يقول لـ"العربي الجديد" إن الاستيراد المفرط أضر بشكل بالغ بالمنتج اليمني خصوصاً المنتجات الزراعية، ما دفع إلى انخفاض إنتاج القطاع الزراعي.
أما المدير العام للهيئة اليمنية لحماية المستهلك فضل منصور، فيؤكد لـ"العربي الجديد" أن الضرورة تقتضي تثقيف وتوعية المستهلك اليمني بما يدور في الأسواق المحلية وكشف الممارسات التي تستغل ظروف الأوضاع الراهنة وتفاقم الأزمات المعيشية وتأثيرها على القدرات الشرائية للمواطنين.
ووفق منصور، تعمل "حماية المستهلك"، على ضمان توفر السلع والخدمات بالجودة والنوعية المطلوبة وتأمين حقه في الاختيار والبدائل وتوعيته وتعويضه كل ذلك بما لا يضر بحقوق التاجر والمستثمر والمستورد، إضافة إلى تحقيق المصلحة الاجتماعية والاقتصادية للفرد والأسرة والمجتمع، والحفاظ على التوازن البيئي وترشيد أنماط الاستهلاك.
الخبير المختص في الجودة بليغ شاهر يشدد في حديثه لـ"العربي الجديد" على أهمية شراء أي سلعة غذائية على وجه التحديد كالمكسرات على سبيل المثال من أماكن موثوق بها، وتجنب الشراء من الأماكن العامة أو الأرصفة والتخلص منها في حالة ظهور إصابات حشرية أو سموم فطرية أو مخلفات القوارض، فضلاً عن حاجة مثل هذه المنتجات للحفظ والتخزين في درجة حرارة منخفضة وذلك للمحافظة على جودتها وضمان سلامتها.
(العربي الجديد)