رجح مصدر سياسي يمني رفيع المستوى، الثلاثاء، أن تطرح الأمم المتحدة قريبا "خطة جديدة للسلام" في البلاد التي تشهد حربا منذ نحو 9 سنوات.
جاء ذلك في تصريحات خاصة للأناضول، أدلى بها المصدر المطلع على سير المحادثات التي تجريها الأمم المتحدة مع الأطراف اليمنية، مفضلا عدم ذكر اسمه كونه غير مخول بالحديث لوسائل الإعلام.
وقال المصدر إن "الأمم المتحدة بدأت الآن جهودا منفصلة (عن الجهود الإقليمية) لمحاولة التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في اليمن، وإجراء مشاورات لبناء الثقة في الجوانب الاقتصادية والعسكرية قبل الانتقال إلى مفاوضات شاملة لتشارك السلطة".
وأفاد بأنه "مع توقف الاتصالات السعودية (مع الحوثيين)، فإن الفرصة متاحة للأمم المتحدة لقيادة الجهود وإبقاء زخم السلام واستمرار التهدئة القائمة".
وأشار إلى أنه "من المرجح بعد جولة اللقاءات الأممية هذه التي ستشمل القوى السياسية أيضا، أن يطرح المبعوث الأممي هانس غروندبرغ خطته للسلام في اليمن".
ويومي الأحد والاثنين، عقد غروندبرغ جولة مباحثات في السعودية وسلطنة عمان للدفع بعملية السلام في اليمن.
وخلال هذه الجولة التقى غروندبرغ في الرياض، رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، ووزير الخارجية أحمد عوض بن مبارك، إضافة إلى السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، وسفراء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن المعتمدين لدى اليمن.
كما التقى في مسقط مسؤولين عمانيين، إضافة إلى كبير المفاوضين الحوثيين محمد عبد السلام.
وفي رده على ما إذا كانت التحركات الأممية والدولية بشأن اليمن قد تعثرت، أوضح المصدر أنه "لا يمكن القول إن الجهود الجارية فشلت أو تعثرت ما دامت مستمرة، وما لم يقل أي طرف إن جهوده فشلت، فلا ينبغي قطع الأمل أمام أي مساع حسنة على هذا الصعيد".
وتابع: "من المهم التفريق بين الجهود الراهنة، فالأمم المتحدة لم تكن جزءا من المشاورات التي انحصرت على الرياض ومسقط وجماعة الحوثي، لأن هذه الجهود تتعلق بإعادة الحوثي إلى الهدنة".
وأردف: "الحكومة الشرعية تنتظر نجاح هذه الجهود، بينما تنتظر الأمم المتحدة الخطوة التالية حيث يفترض انتقال المهمة إليها في إدارة الحوار".
ويعاني اليمن منذ 9 سنوات حربا بين القوات الموالية للحكومة الشرعية، مدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية، وجماعة الحوثيين المدعومة من إيران، والمسيطرة على محافظات بينها العاصمة صنعاء منذ 2014.
ومنذ مدة تتكثف مساعٍ إقليمية ودولية لتحقيق حل سياسي شامل للأزمة في اليمن، شملت زيارات لوفود سعودية وعمانية إلى صنعاء، وجولات خليجية للمبعوثين الأمريكي والأممي إلى اليمن تيم ليندركينغ وهانس غروندبرغ.
وتتصاعد بين اليمنيين آمال بإحلال السلام منذ أن وقعت السعودية وإيران بوساطة الصين في 10 مارس/ آذار الماضي، اتفاقا لاستئناف علاقتهما الدبلوماسية، ما ينهي قطيعة استمرت 7 سنوات.