شروين المهرة- ترجمة خاصة
أفاد تقرير نشرته وكالة أنباء شينخوا الصينية، اليوم السبت، أن المسار الحالي قد يجعل البحر الأحمر "ساحة معركة للانتقام والانتقام المضاد" مع احتمال أن تؤدي الأحداث غير المتوقعة إلى تصعيد كبير.
وتصاعدت التوترات الجيوسياسية في البحر الأحمر منذ ما يقرب من ثلاثة أشهر، مدفوعة بهجمات الحوثيين على السفن التجارية والغارات الجوية الأمريكية على أهداف الحوثيين، مما أدى إلى تعطيل الشحن، وإجبار شركات الحاويات الكبرى على تغيير مساراتها، ورفع التكاليف. والتأكيد على سلاسل التوريد الأوروبية والأفريقية.
دورة العنف
وأطلق الحوثيون في اليمن عدة صواريخ على مدمرة أمريكية في البحر الأحمر يوم الأربعاء، مما أدى إلى تفاقم الأزمة المستمرة منذ شهرين والتي عطلت الشحن العالمي وأثارت مخاوف من نشوب صراع أوسع نطاقا في المنطقة.
وقال الحوثيون إنهم استهدفوا المدمرة الأمريكية USS Gravely دعماً للفلسطينيين في غزة ورداً على العدوان الذي تقوده الولايات المتحدة على اليمن. كما أعلنت جميع السفن الحربية الأمريكية والبريطانية في البحر الأحمر وبحر العرب أهدافا "مشروعة"، وتعهدت بمنع السفن الإسرائيلية من المرور عبر البحر الأحمر حتى يتم رفع الحصار عن غزة.
وكان هذا هو الأحدث في سلسلة من أكثر من 30 هجوماً للحوثيين على السفن منذ أواخر أكتوبر/تشرين الأول عندما بدأت الجماعة المسلحة حملتها لتعطيل التجارة البحرية وسلاسل التوريد في الممر المائي الاستراتيجي.
وقال ياسين التميمي، كاتب ومحلل سياسي يمني، إن الحوثيين لا يزال لديهم ما يكفي من القوة النارية لإطالة أمد الأزمة لأن الغارات الجوية التي شنها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لم تؤثر بشكل كبير على قدرات الحوثيين الصاروخية.
اضطراب الشحن العالمي
وفي أعقاب اندلاع الأزمة، أصبحت سفن الحاويات، المستخدم الرئيسي لطريق قناة السويس - مضيق باب المندب، الضحية الأولى.
وأظهرت بيانات مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية أن شركات الشحن الكبرى مثل Maersk وMSC وCMA CGM تحولت إلى طريق رأس الرجاء الصالح الأطول، مما أدى إلى خفض عمليات النقل اليومية بنسبة 39 بالمائة وحمولة البضائع بنسبة 45 بالمائة عبر قناة السويس منذ شهرين.
وارتفعت تكاليف الشحن لكل وحدة تعادل 20 قدما من الصين إلى أوروبا إلى عنان السماء، الأمر الذي أثر على التجارة الدولية وأدى إلى إجهاد سلاسل التوريد الأوروبية والأفريقية.
وفي الوقت نفسه، أفادت التقارير أن شركات تسلا وفولفو وسوزوكي موتورز وميشلين أوقفت الإنتاج في أوروبا مؤقتًا بسبب نقص المكونات الناجم عن الأزمة.
ومما يزيد من المخاوف المتزايدة أن هجمات الحوثيين لم تعد مقتصرة على سفن الحاويات. ومع تحول حركة الحاويات حول كيب، أصبحت ناقلات البضائع السائبة وناقلات النفط أهدافًا في كثير من الأحيان.
ويسلط الهجوم الأخير على ناقلة النفط البريطانية "مارلين لواندا" الضوء على هذا الخطر الجديد، الذي قد يعيق تدفق النفط من موانئ الخليج والموانئ الهندية إلى أوروبا.
كما أثر الوضع على التغطية التأمينية، ويقال إن شركات التأمين الكبرى تستثني السفن المرتبطة بالولايات المتحدة وبريطانيا من التغطية عند عبور البحر الأحمر، وفقًا لتقرير صادر عن بلومبرج.
علاوة على ذلك، تطلب شركات التأمين من السفن بشكل متزايد الابتعاد عن هذه البلدان، مما يؤدي إلى تحديات لوجستية وتكاليف.
ومع اندفاع الشركات إلى استيراد البضائع قبل العطلات الآسيوية، فإن أزمة البحر الأحمر يمكن أن تؤدي إلى تفاقم مشاكل سلسلة التوريد الحالية، حسبما ذكرت شركة كلاركسون للأوراق المالية في تقرير حديث.
الغموض الإقليمي
مع تصاعد التوترات في البحر الأحمر، أدى هجوم بطائرة بدون طيار على موقع أمريكي بالقرب من الحدود السورية الأردنية، والذي أسفر عن مقتل ثلاثة جنود أمريكيين وإصابة العشرات، إلى زيادة زعزعة استقرار الوضع المعقد بالفعل في الشرق الأوسط. وألقى البيت الأبيض باللوم في هجوم الأحد على الميليشيات المدعومة من إيران.
وتعهدت الولايات المتحدة بالرد، وتفيد التقارير أنها تستعد لضربات انتقامية ضد إيران وحلفائها. بدورها، أطلقت إيران تحذيرات شديدة اللهجة، مهددة برد "حاسم" على أي عدوان أميركي.
وحذر التميمي من أن المسار الحالي قد يحول البحر الأحمر إلى "ساحة معركة للانتقام والانتقام المضاد".
وفي إشارة إلى الفعالية المحدودة للغارات الجوية الأمريكية والبريطانية ضد مواقع الحوثيين في اليمن، قال إنها لم تردع الهجمات على الشحن التجاري.
كما انتقد الموقف الأمريكي في صراع غزة، والذي يعتقد أنه زاد من تعقيد الجهود المبذولة لإنهاء الأزمة الإنسانية.
وأضاف أنه في أزمة البحر الأحمر، قالت جميع الأطراف إنها تريد تجنب حرب إقليمية ولكن تنقل مسؤولية إدارة المخاطر إلى بعضها البعض، مضيفا أن الافتقار إلى التواصل والرغبة في الانخراط في الدبلوماسية يثير مخاوف بشأن احتمال حدوث سوء تقدير وخلافات. عواقب غير مقصودة.