عمليا لا مستقبل لمجلس القيادة الرئاسي الذي انحاز أقل من نصفه للانفصال، كما لم يعد مؤهلاً لتمثيل الشرعية والدفاع عن خيارات ومصالح الشعب اليمني.
لقد بدا واضحا أن الهدف السعودي الاماراتي من نقل السلطة إلى مجلس قيادة جديد وضم هذا اللفيف من المثقلين بالنزوات الشخصية الموثقة إليه له علاقة بمخططهما لإعادة تقسيم اليمن.
لم يختلف اثنان على حقيقة أن السعودية والامارات وتحت مظلة تحالف دعم الشرعية المزعوم هما اللتان انتجتا ودعمتا الهيكل السياسي للمشروع الانفصالي وعززتاه بالتشكيلات المسلحة وأدمجتاه في بنية الدولة اليمنية.
وما قامت به الدولتان يندرج ضمن مناورة كانت في السابق قابلة للتأويل السياسي، بالحد الأدنى من الإيجابية كأن نعتقد ان الامر يتعلق بترويض المتعصبين من أصحاب المشروع الانفصالي، وإلا فإن ما قام به هذان البلدان جريمة سياسية مكتملة الأركان بحق الدولة اليمنية.
ما الذي يحمل اللواء فرج البحسني والقيادي السلفي عبد الرحمن المحرمي للانضمام بشكل كامل للمجلس الانتقالي الانفصالي؟.بالنسبة للمحرمي يعد هذا تحولاً في الدور الوظيفي للقوى السلفية.
ومع ذلك لا يعد مفاجأة فقد تم التمهيد له بسلخ القيادي السلفي هاني بن بريك تماماً من التيار السلفي لصالح العلمانية الاماراتية المتوحشة، فيما يمثل انحياز البحسني خروجا عن اجماع النخبة الحضرمية وتحد لها.
الرسالة التي وجهها عيدروس الزبيدي من خلال تعيينه اثنين من اعضاء مجلس القيادة الرئاسي نائبين له هي انه يعمل تحت أنظار الرياض وانه يجني ثمار اتفاق الرياض بالمعنى الحرفي للكلمة.
وبقي مؤشر معياري واحد على ثقل وأهمية الخطوة التي أقدم عليها عيدروس الزبيدي وأضفى من خلالها بعدا استراتيجيا للملتقى التشاوري، وهي تمنع أو رضوخ الجبهة الشرقية (حضرموت - المهرة)، لأنه إن تصلبت امام طموحات للانتقالي فلا معنى لما يقوم به الاخير، وأن انصاعت فثمة ضوء سعودي أخضر.
وبالمحصلة وطنيا، نحن أمام تطور هو الأخطر إذ يتبدى المشروع الوطني حاسر الرأس منكشف أكثر من أي وقت مضى، لذلك الحاجة ماسة لمواجهة مؤامرة كبيرة لا تجد الاطراف الاقليمية غضاضة في التغطية عليها، وليس هناك أقوى من الشعب ومن إرادته.
* من صفحة الكاتب على فيسبوك