شروين المهرة- خاص
منطقه دمقوت احدى البوابات التجارية للمهره قديما وتقع ق بمديريه حوف ويحيط بها من الاعلى سلسلة جبلية مرتبطة بالمحمية ومن الاسفل يحتضنها ساحل البحر الذي كان يعرف بميناء دمقوت احد اهم الموانئ التجارية القديمة في المنطقة واحدى محطات تصدير البخور واللبان وغيرها من السلع التجارية من المهره الى دول العالم قديما عبر السفن الشراعية.
ورغم اختفاء اثار الميناء بفعل عوامل الطبيعة الا انه لا زال قصه من الماضي العريق وتاريخا يروى على لسان الأجداد.
يقول الباحث مراد التميمي في كتابه المعنون "توثيق علمي لتاريخ وأنساب عرب المهرة"، إن دمقوت مرت بفترتين تاريخيتين هما الجاهلية والإسلام، ولازالت بهذا الاسم، وهي أقدم منطقة في مديرية حوف الشرقية، ويُطلق عليها ميناء الأزوند نسبةً إلى قبيلة الأزد عندما نزحوا من مأرب عام ٦٢٢ ميلادية إلى بلاد المهرة وعُمان، التي ذكرها الكاتب الإنجليزي "ما يلز" عام ١٨٧٥ م ، حيث قال في ۱۸ ديسمبر تحركنا نحو دمكوت "والأصل دمقوت" وهي قرية بها مائه كوخ، وتقع في موقع أحد الحروف اسمه "شويرق"، وهي "شيرق" حالياً التي تستمد مائها من مياه النهر، غير إن الماء ليس عذباً في الجزء الأسفل من المكان.
يضيف: لقد اصطحبنا "أنسون" إلى الشاطئ، وسرنا إلى بيت الشيخ أو المقدم، ولم يكن موجود هناك، وكان نائبه رجلاً هرماً وعاجزاً، ولكنه قال لنا بأنه يتذكر زوارق "ينوروس" التي كانت تقوم بأعمال المسح على الساحل، غير أنه لم يشاهد سفينة في دمقوت بعد ذلك، كما أن أحد رجاله لم يشاهد باخرة من قبل، وقد سلمني قائمة بأسماء قبائل المهرة).
وقام بمسحها "اسكندر سيدوف" أحد خبراء الآثار الروس، وأكد أنها أثرية قديمة.
وذكرها المؤرخ بلفقيه بأنها ميناء قديم، وإحدى المحطات لتصدير اللبان من خاروري بمحافظة ظفار سلطنة عُمان إلى دمقوت ثم إلى ميناء قنا غرب حضرموت. ومن دمقوت أيضاً إلى سقطرى مباشرة.
وتقع دمقوت بين جبلين بمشارف وادي سيق، ولازال بها نهر جزء منه عذب يصلح للشرب عند الضرورة، وجزء أسفل منه مالح مرتبط بالبحر، ويوجد في سلسلتها الجبلية كتابات سبئية، وباديتها توجد بها أشجار اللبان وتسكن منطقة دمقوت قبيلة القمر "آل القميري وبيت قرهاف وبيت بالحاف وبيت مهومد ... الخ، وتبعد دمقوت عن الغيضة شرقاً حوالي ٩٤ كيلومتر تقريباً.
الآثار المكتشفة حديثاً
يقول الباحث إن من أهم الأثار سلسلة جبال القمر، تلك السلسلة التي اشتهرت كثيراً بإنتاج اللبان منذ مطلع الألف الأول قبل الميلاد، ومن أشهر مواقعها التاريخية التي تعود إلى ما قبل الإسلام مستوطنة دمقوت، وهي المستوطنة التي جاء ذكرها في نقش عبدان الكبير.
يضيف: كذلك مستوطنة دمقوت وتقع مستوطنة دمقوت إلى الشرق من مدينة الغيضة وتبعد عنها نحو ٨٤ كيلومتراً، وقد ورد ذكرها في نقش عبدان الكبير باسم "دم ق ت "، وقد جاء ذكرها بعد مستوطنة حبروت التي بالفعل تأتي قبلها على الطريق إلى ساكلن ظفار "، وقد دمر "اليزنيون" هذه المستوطنة التي يصفوها بأنها من مستوطنات قبائل المهرة.
وكانت إحدى المراكز التي يجمع إليها محصول اللبان في أجزاء الهضبة الجبلية المجاورة، وتكثر فيها بشكل ملفت للنظر أشجار الصبر بأنواعها الثلاثة المعروفة محلياً بثلاث تسميات هي "أوطور، طيف، سيكل"، ويُعد من أشهر الأنواع المعروفة، ومازال يُصدر محصوله من هذه المنطقة إلى الخارج.
وتشتهر هذه المنطقة بنباتاتها الطبية التي تدخل مجالات الاستطباب إلى يومنا هذا، ولها تسمياتها المحلية التي تميزها عن غيرها، وكيفية استخدامها لمعالجة مختلف الأمراض المعروفة الشائعة في المحافظة.
ومن الآثار الموجود في المنطقة ميناء خور الأوزند وتبدو خرائب الميناء شاخصة للعيان، والتي من أهمها حوض رسو السفن الذي تشكل طبيعياً، فهو عبارة عن لسان بحري في اليابسة، وتوجد في أجزاء هذا الحوض على اليابسة مراسي السفن، وهي التي تربط فيها السفن بواسطة الحبال في حالة رسوها واستقرارها في الميناء سواء للشحن أو التفريغ وغيرها، ويحتمل أن تكون هذه الميناء، هي التي كانت تصدر مادة اللبان الذي كان يجمع من مدينة دمقوت الأثرية.
ويتطرق الباحث إلى جبل حيطوم والذي تنتشر على صخوره العديد من المخربشات والرسوم الصخرية التي تعود إلى العصر البرونزي، وهي مرسومة بعضها باللون الأحمر، ويعود تاريخها إلى الفترة الممتدة من ٢٥٠٠ - ١٠٠ سنة قبل الميلاد، وتكثر في هذه الجبال الكهوف والمغارات التي كان يستخدمها الإنسان كمأوى وحفظ الطعام والصيد في تلك الحقبة الزمنية، ويشتهر بين هذه السلسلة الجبلية وادٍ يُعرف باسم ذغريوت» الذي تنتشر على حوافه بعض المواقع الاستيطانية التي تعود أيضاً إلى فترة العصر البرونزي المتأخر، وتشتهر سلسلة جبال حيطوم وحوافر وادي ذغريوت بأشجار اللبان والصبر، وهي تنمو حالياً نمواً برياً طبيعياً بعد أن كانت تحظى برعاية الإنسان.
ومن المواقع الأثرية الذي تنفرد به منطقة دمقوت جبل مرارة، ويقع هذا في منتصف المسافة بين دمقوت وجاذب و حوف، ويشتهر بعيون المياه الغزيرة، وتزداد الغرابة إذا عرفنا إن هذه العيون الغزيرة تنبع من قمة الجبل، وليس من أسفله، ولغزارتها فهي تغطي احتياجات سكان مراکز دمقوت وجاذب ومدينة حوف بالمياه دون انقطاع على مدار السنة، وعند حافة الجهة الشرقية لهذا الجبل على السهل الممتد بينه وبين شاطئ البحر تنبع عيون مياه أيضاً، ولكنها هنا مختلفة لكونها تقذف بمياه كبريتية حارة، وفي فترات ظاهرة مد البحر فإن مياهه تغمرها، وبالرغم من ذلك فإن الذي يقف على هذه العيون يجدها حارة جداً بينما تختلف درجة حرارة مياه البحر الباردة بالمقارنة معها، ويطلق الأهالي على هذه العيون الحارة "حمو حرق " ، وتقع بالضبط عند الكيلو ١٠٤ في الطريق من الغيضة إلى جاذب.