تقرير يسلط الضوء على تحديات تواجه اللغة السقطرية بينها غياب التكنولوجيا

18-01-2024 17:37:21
more

شروين المهرة- حديبو

 

سلط تقرير نشرته صحيفة الأصوات العالمية، اليوم الخميس، الضوء على الموروث الثقافي اللغوي في أرخبيل سقطرى، والتحديات التي وقفت وتقف أمام تصدير هذا الموروث للعالم.

 

وأشار التقرير الذي نشرته الصحيفة للكاتب السقطري عبدالكريم بن قبلان أن أرخبيل سقطرى عانى من التهميش، والإقصاء، والانعزال مع تعاقب الأنظمة على اليمن. إلا أن سقطرى كانت من أكبر الخاسرين في الرهانات السياسية التي ألقت بظلالها على واقع الناس واللغة. إذ حجب ضباب التهميش كينونة سقطرى الثقافية، وحراكها اللغوي والأدبي، حيث لا تزال حتى اللحظة في صراع مع الانفتاح التكنولوجي.

 

وتقول: حافظ سكان الجزر على التزامهم في التواصل بلغتهم الأم، بالرغم من افتقارهم للخدمات الأساسية مثل الإنترنت وشبكة الاتصالات، مما أفضى إلى تقيّد حرية تعبير السقطريين بشكل كبير، كما أثر سلباً في معركة بقاء اللغة السقطرية أمام كل التحديات والمخاطر التي واجهتها منذ القدم وحتى هذه اللحظة.

 

وترى الصحيفة أن العزلة تسببت في الحفاظ على الموروث الثقافي اللغوي في الأرخبيل، فأدت الطفرة التكنولوجية غير المدروسة، والتي تسارعت وتيرتها فجأة، بسبب تغير الأوضاع السياسية في الأرخبيل، ودخول الإمارات كلاعب جديد على الجزيرة، في إخفاء الكثير من المعالم اللغوية، والثقافية للسقطريين، فصار وجودها لا أثر له يلامس واقعاً، ويرى متابعين، من أن وجودها كان مثل السيف ذو حدين.

 

وتابعت: "تعد قضية الحقوق الرقمية والتكنولوجيا من أهم القضايا التي تمس السقطريين. ساهم غياب الخدمات التكنولوجية الأساسية في تقييد حرية تعبير الشعب السقطري، وأثّر بشكل على تطور اللغة وخاصة من ناحية التدوين وبالتالي بقاءها، مما أثر بالضرورة على حرية تعبير السقطريين. من أهم المخاطر المحتملة على اللغة السقطرية هو عدم تدوين اللغة والأدب السقطري، والتي ما يزال يحتفظ بها كبار السن السقطريين".

 

ونقلت الصحيفة عن مدير عام مؤسسة الاتصالات وتقنية المعلومات في محافظة سقطرى اسكندر محمد الثاني، قوله: "إن غياب الإنترنت، لم يكن العائق الوحيد في انتشار اللغة السقطرية، فاللغات الأخرى انتشرت قبل ظهور ثورة المعلومات التكنولوجية والإنترنت، موضحاً بأن هناك مشكلة أكبر تواجهها اللغة السقطرية وهي بأنها لغة غير مكتوبة. “حتى يتمكن السقطري من نشر لغته وتعريفها عالمياً، لابد أولاً من تحويل اللغة السقطرية من لغة منطوقة إلى لغة مكتوبة، بعد ذلك يمكن للتكنولوجيا أن تساهم في انتشارها وتعريفها عالمياً.”

 

وأضاف: "أصبحت التكنولوجيا في هذا العصر، هي من توصل صوت الشعوب إلى صناع القرار… وجود خدمة الإنترنت الثابت، بوضعيته الراهنة في جزر سقطرى، والتي تم إدخالها في عام 2010، لا تخدم الشعب السقطري، لأنها خدمة ضعيفة جداً، مقارنة بما وصلت إليه دول العالم من ثورة المعلومات والتكنولوجيا".

 

أما الأكاديمي السقطري الدكتور أحمد تربهي فقد أكد للصحيفة على وجهة النظر هذه قائلا: “أدى غياب الإنترنت عن الشعب السقطري إلى عدم تدوين اللغة السقطرية، والحفاظ عليها، لكونها إرث حضاري فريد من نوعه، مما يؤثر على استخدام اللغة، وأضاف:

 

 

 

“إن ضعف الإنترنت من خلال معطيات الخدمة المتوفرة حالياً، والتي لا تفي بالغرض، وانعدام خدمة الإنترنت في غالبية مناطق سقطرى، بالإضافة إلى ارتفاع سعر الاشتراك إلى مستوى لا يتناسب مع دخل الفرد، هي أبرز الأسباب التي ساهمت في عدم انتشار اللغة السقطرية”.

 

وقال مستشار المحافظة لشؤون الثقافية الأستاذ صالح الحجار إن غياب التكنولوجيا “أدى إلى عدم قدرة السقطريين على التأليف والطباعة، بل ساهم على عدم تكوين الأساسيات، والذي قد ربما تساعدهم التكنولوجيا الحديثة على إيجاد الحروف، ومعرفة الفمونيات الصوتية التي تنفرد بها اللغة السقطرية عن غيرها، فوجود التكنولوجيا في جزر أرخبيل سقطرى، تعد ضرورة ملحة لانتشار اللغة السقطرية.”

 

وأشار تقرير صحيفة الأصوات العالمية أن اللغة السقطرية تواجه خطر الانقراض، ولكنها تزدهر بفضل تصميم شعبها. مصيرها غير واضح في ظل التوازن الدقيق بين التقاليد والحداثة، مما يؤكد على الحاجة إلى الاعتراف، والحفظ، والتكيف، مما يعكس الروح المرنة للمجتمع الملتزم بضمان استمرار اللحن السقطري الفريد عبر الزمن.