أعلنت جماعة الحوثي، مواصلة عملياتها العسكرية في البحر الأحمر، رغم تشكيل واشنطن تحالفا عسكريا متعدد الجنسيات لحماية الملاحة الدولية.
وقال المتحدث باسم جماعة الحوثي "محمد عبد السلام"، إن جماعته لن تغير موقفها من الصراع في غزة بسبب تشكيل تحالف بحري متعدد الجنسيات لحماية الملاحة في البحر الأحمر.
وأشار إلى أن العمليات التي تقوم بها جماعته في البحر الأحمر وباب المندب تهدف لمساندة الشعب الفلسطيني وليست لاستعراض القوة، حسب تعبيره.
وأكد القيادي الحوثي، أن التحالف الذي أعلن وزير الدفاع الأمريكي تشكيله لمواجهة تهديدات الحوثيين هو لحماية إسرائيل، وأنه لن يوقف جماعته عن مواصلة عملياتها العسكرية في البحر.
وفي سياق متصل، حذرت إيران من التعاون مع الولايات المتحدة ضد جماعة الحوثي؛ الموالية لها، في وقت أعلنت فيه واشنطن تشكيل تحالف بحري لردع تهديدات الملاحة البحرية في مياه البحر الأحمر وباب المندب.
ووصف مستشار المرشد الإيراني للشؤون السياسية "علي شمخاني" هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر بـ"الشجاعة".
وقال شمخاني إن تحركات الحوثيين لتقييد حركة السفن من وإلى إسرائيل تضغط على الشريان الحيوي للكيان الصهيوني.
وأضاف: إن انضمام أي بلد للائتلاف الأميركي لمواجهة هذه الأعمال، مشاركة مباشرة في جرائم الكيان الصهيوني.
وهذا أول تعليق يصدر من مسؤول في مكتب خامنئي حيال هجمات الحوثيين على سفن تجارية في البحر الأحمر.
من جهته قال كبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي نائب وزير الخارجية "علي باقري"، إن هجمات الحوثيين على السفن هي لقطع الدعم عن "إسرائيل".
وفي السياق ذاته وصفت صحيفة خراسان الإيرانية في مقالها الافتتاحي، عمليات الحوثيين في البحر بالمؤثرة على حسابات أمريكا وبريطانيا وإسرائيل وحلفائهم، حيال الحرب وأزمة غزة.
وتوقعت الصحيفة "فشل" أي تحالف بحري تقوده القوات الأميركية ضد الحوثيين، في إشارة إلى تحذير وزير الدفاع الإيراني "محمد رضا آشتياني"، الأربعاء الماضي، بشأن تشكيل التحالف البحري.
وقال آشتياني إن البحر الأحمر منطقة تسيطر عليها بلادُه، ولا يمكن لأحد المناورة فيه.
واعتبرت الصحيفة أن تصريحات وزير الدفاع الإيراني الأسبوع الفائت تأكيد على الهيمنة النسبية لإيران وحلفائها على البحر، وقدرتهم على مواجهة التحالف البحري الدولي لدعم إسرائيل.
وأشارت إلى أن هذه المرة الأولى التي يتحدث فيها المسؤولون الإيرانيون عن سيطرة من هذا النوع على البحر الأحمر الذي يبتعد نحو ألفي كيلومتر عن الشواطئ الإيرانية.
وفي السياق، أعلن قائد القوة البحرية في الحرس الثوري الإيراني، علي رضا تنغسيري، تشكيل وحدة باسيج بحرية يمكنها القيام بعمليات عبر السفن الثقيلة والخفيفة حتى شواطئ تنزانيا.
ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن تنغسيري قوله أمام ملتقى "دور الباسيج والقوة البحرية للجمهورية الإسلامية": إن قواته تعمل على إنشاء "وحدة ظل بحرية"، دون أن يقدم تفاصيل.
وأضاف تنغسيري: "قمنا بتشكيل باسيج بحري للمحيط، وفي هذه القوات يمكن للسفن الكبيرة والسفن الخفيفة أن تبحر حتى تنزانيا، النقطة التالية سيكون إنشاء وحدة ظل بحرية".
وهذه أول مرة يتحدث قائد بحرية "الحرس الثوري" بصراحة عن إمكانية استخدام السفن الخفيفة في مهام عسكرية.
يأتي ذلك فيما أعلن وزير الدفاع الأمريكي "لويد أوستن"، عن تشكيل قوة متعددة الجنسيات لحماية التجارة في البحر الأحمر، في ظل تصاعد الهجمات الحوثية التي تستهدف السفن الإسرائيلية.
وقال أوستن اليوم عن إنشاء عملية "حارس الازدهار"، أنها مبادرة أمنية جديدة مهمة متعددة الجنسيات.
وأضاف في بيان له بالتزامن مع زيارته لدولة البحرين، أنه ستجري بعض الدول دوريات مشتركة بينما تقدم دول أخرى دعمًا استخباراتيًا في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن.
وأوضح أن الدول المشاركة في القوة تشمل إلى جانب بلاده كلا من بريطانيا والبحرين وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج وسيشيل وإسبانيا.
وقال أوستن إن خطورة الهجمات، التي ألحق العديد منها أضرارًا بالسفن، دفعت العديد من شركات الشحن إلى إصدار أوامر لسفنها بالبقاء في مكانها وعدم الدخول إلى مضيق باب المندب حتى يتم معالجة الوضع الأمني، مضيفاً: "هذا تحدٍ دولي يتطلب عملاً جماعياً".