لقي شخصين مصرعهما، الجمعة 8 سبتمبر/ أيلول، إثر صدامات تخللها إطلاق نار بين مهاجرين إثيوبيين في العاصمة المؤقتة عدن.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن مهاجرا من فئة "الأورومو"، أقدم على قتل مهاجر آخر من فئة "الأمهرة" في مديرية الشيخ عثمان، دون معرفة الأسباب.
وتسببت الحادثة بوقوع صدامات عنيفة بين الجانبين تخللها إطلاق نار، ما أدى إلى مقتل مهاجر آخر، قبل أن تتدخل قوات الحزام الأمني التابعة للانتقالي لإنهاء المواجهة.
ونقلت جثتا القتيلين إلى أحد المستشفيات، بالتزامن مع نشر دوريات أمنية مكثفة في مختلف الشوارع والأحياء، بحسب مصدر أمني.
ومساء الخميس، تظاهر عشرات المهاجرين الأفارقة في مدينة عدن، احتجاجا على تردي أوضاعهم المعيشية، مطالبين بالعودة إلى وطنهم، وفق ما أفادت المنظمة الدولية للهجرة، والوكالة الفرنسية.
وقالت المنظمة، إن مهاجرين من منطقة أمهرة الإثيوبية، خرجوا في تظاهرة بشارع التسعين في عدن، للتنديد بنقص المواد الأساسية والمطالبة بتسهيل نقلهم إلى بلدهم.
وأكدت المنظمة الدولية، أنها قدمت منذ بداية العام، الدعم لنحو ستة آلاف مهاجر بينهم أطفال، لإعادتهم بشكل آمن إلى وطنهم إثيوبيا.
لكنها أشارت إلى أنها غير قادرة حاليا على تسهيل العودة إلى منطقة أمهرة، بسبب النزاع الدائر هناك.
ويشهد إقليم أمهرة الشمالي منذ نيسان/أبريل أعمال عنف مسلح اندلعت بعد إعلان الحكومة الإثيوبية رغبتها في تفكيك "القوات الخاصة" في البلاد، وهي وحدات مسلّحة أنشأها بعض الأقاليم منذ 15 عاماً. ويرى القوميون في أمهرة في هذا القرار نية في إضعاف منطقتهم.
ومطلع تموز/يوليو، تجدّد القتال بين الجيش وميليشيات محلية معروفة باسم "فانو"، ما دفع سلطات أديس أبابا إلى إعلان حال الطوارئ في الرابع من آب/أغسطس.
وأشارت منظمة الهجرة إلى أنها طالبت "بالحصول على أموال إضافية لزيادة عدد رحلات العودة الطوعية الإنسانية استجابة لطلبات المهاجرين الذين تقطعت بهم السبل ولزيادة المساعدة" لهم لاسيما في مراكزها في عدن ومأرب وصنعاء.
وعدن هي المقر الموقت للحكومة اليمنية منذ سيطر المتمردون الحوثيون على العاصمة صنعاء في العام 2014. أما مأرب فهي آخر معقل للحكومة في شمال البلاد.
ويشهد اليمن نزاعًا داميًا منذ 2014 بين القوات الموالية للحكومة والمتمردين الحوثيين. وتصاعد النزاع مع تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري في آذار/مارس 2015 لوقف تقدّم الحوثيين المدعومين من إيران.
في النصف الأول من العام الحالي، عبر أكثر من 77 ألف مهاجر خليج عدن إلى اليمن آتين من القرن الإفريقي، في عدد يتجاوز ذلك المسجّل في الفترة نفسها من العام الماضي ويقترب بسرعة من أرقام ما قبل أزمة الوباء، بحسب منظمة الهجرة.
ومعظم الوافدين إلى اليمن يأملون الوصول إلى دول الخليج لإيجاد فرص عمل لكنّهم "لا يتوقعون الانتهاكات والتحديات" التي تنتظرهم على مسار الهجرة الذي يُسمى "الطريق الشرقي" والمحفوف بالمخاطر "بما في ذلك التعذيب والعنف والاتجار"، وفق المنظمة.