قال رئيس مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي، مصطفى نصر، إن اليوم الدولي لضحايا الاختفاء القسري هي مناسبة للتذكير بأهمية التصدي لهذه الجريمة التي تمس الحقوق الأساسية وحرية الرأي والتعبير.
جاء ذلك خلال ندوة نقاشية نظمها مرصد الحريات الإعلامية التابع لمركز الدراسات والإعلام الاقتصادي، باليوم العالمي لضحايا الاخفاء القسري، بمشاركة أكثر من خمسين صحفيًا وحقوقيًا بينهم تعرضوا للاختفاء القسري.
واستعرض الصحفي يونس عبدالسلام، تفاصيل ما عاشه في سجون جماعة الحوثي والتي زادت بعد العثور على تقارير ومواد صحفية في هاتفة تتناول قضايا صحفيين وناشطين معتقلين ترفض الجماعة الإفراج عنهم حينها.
وأضاف: أصبحت أشعر بغصة وألم كلما سمعت عن اعتقال صحفي أو ناشط لمعرفتي بحجم التعذيب الذي سيتعرض له في معتقلات جماعة الحوثي من إخفاء وسجن انفرادي في زنازين ضيقة ناهيك عن جلسات التحقيقات المطولة المصحوبة بالتعذيب.
من جهته تحدث شقيق الصحفي احمد ماهر، المعتقل في مدينة عدن، عن معاناة أسرته بدءًا من طريقة اعتقاله وإخفائه قسرًا، وما تعرضت له من تهديدات وصلت حد احتجاز والده ونهب سيارته، ومساومة أحمد للاعتراف بمعلومات غير صحيحة حتى يتم الإفراج عن والده، مما دفع جميع أسرته لمغادرة عدن حفاظا على سلامتهم.
وأضاف مياس ماهر: إن أصعب فترات التعذيب النفسي والجسدي الذي تعرض له كانت في الأشهر الأولى من الاعتقال إذ تعرض إلى جانب شقيقه أحمد للضرب والصعق بالكهرباء والمنع من الأكل، فقد كان يتم إخراجهم لساحة السجن وإيهام أحمد بإعدام مياس من خلال إطلاق النار بين أقدامه حتى انهارت قواه مما اضطره للظهور بفيديو أمام أحد المحققين وهو يُملى عليه للإدلاء باعترافات تحت الإكراه تدينه بأعمال عدائية تخل بأمن الدولة.
ثم استعرض المحامي والمدافع عن حقوق الإنسان، محمد علاو، الجوانب القانونية لهذه الممارسات التعسفية ودور المجتمع الدولي في حماية الصحفيين من خلال الآليات والقوانين الدولية الخاصة بجرائم الاختفاء القسري.
أما المحامية صفاء باكونه، فقد تحدثت عن تجربتها في الدفاع عن قضايا حقوق الإنسان إلى جانب استعراضها عددًا من النصوص القانونية المحلية التي تجرم الإخفاء القسري، وكيف أنه في نفس الوقت أغلب من يمارس هذه الانتهاك هم من السلطة المحلية والسلك الأمني أو مساندين لهم.
وتخللت الندوة مداخلات عدة من صحفيين وحقوقيين دعوا إلى أهمية مواصلة الحملات الإعلامية المساندة للصحفيين والمطالبة بمحاسبة مرتكبي جريمة الاختفاء القسري وعدم إفلاتهم من العقاب.
وفي اليمن ما يزال الصحفيان وحيد الحداد ومحمد المقري مختفيين قسريًا منذ ما يقارب ثمانية أعوام ولا يعرف عنهما شيئًا بما في ذلك هم أحياء أم تمت تصفيتهم.
مرصد الحريات الإعلامية في اليمن منصة رصد ومعلومات، تهدف إلى نشر كل ما يتعلق بحريات الرأي والتعبير في مختلف المناطق اليمنية بطريقة مهنية ومستقلة إلى جانب تحليل ومناصرة قضايا الصحفيين على المستوى المحلي والدولي.