قيادي جنوبي: الجهود الدولية في اليمن مجرد عمل وقتي للوصول إلى هدف آخر غير السلام

23-08-2023 18:30:26
more

أكد القيادي بالحراك السلمي الجنوبي في اليمن، عبد الكريم السعدي، أن نجاح أي مفاوضات قادمة مرهون بأن تكون بين الأطراف اليمنية وأن تكون هي صاحبة القرار والرؤية ولا يتم استثناء أي من الملفات.

وقال السعدي، في اتصال مع "سبوتنيك"، الثلاثاء: "في المرات السابقة عندما تحدد الطرف السعودي كطرف في المفاوضات وتحدد أيضا الطرف الحوثي (أنصار الله)، هذا الأمر شكل بالنسبة لنا كقوى سياسية مرحلة متقدمة، لأن حصر الحوار في إطار مكونات معينة يعد أول الطريق، وتليها الأمور الأخرى التي تفتقدها تلك المشاورات".

وتابع: "لكن في ظل المستجدات الأخيرة في الملف اليمني وتدخل المجتمع الدولي والقوى الدولية الكبرى وإرغام السعودية على عدم الدخول كطرف في أي مفاوضات يمنية، وأن أي مفاوضات قادمة يجب أن تكون "يمنية - يمنية"، هنا المعادلة تتغير ونجد أنفسنا أمام واقع جديد يفرض نتائج ويتطلب آليات أخرى".

وأشار القيادي الجنوبي إلى أنه لا يجب التسرع في التفاؤل أو التشاؤم في تلك المرحلة، التي تحتاج إلى طرف يمني يجلس ويتفاوض على الطاولة إلى جانب الطرف الحوثي، مضيفا: "هذا الطرف لا يمكن أن نحصره اليوم في مجلس مشاورات الرياض، الذي فشل في المهمة التي أنشئ من أجلها، بل أوجد حالة جديدة من الصراع داخل الساحة السياسية اليمنية بشكل عام والجنوبية بشكل خاص".

واستطرد: "بالتالي يصعب أن يكون هذا المجلس ممثل للشرعية وطرف في مفاوضات حقيقية ترغب في الوصول إلى سلام شامل، يمكن أن يكون جزء من طرف الشرعية".

وأوضح عبد الكريم السعدي أن هناك تحركات على الساحة تهدف إلى إيجاد طرف يمني شامل يمكن أن يكون شريكا في أي مباحثات للوصول إلى نتائج إيجابية، وهذا لن يحدث إلا إذا تم تجميع ولملمة القوى الوطنية اليمنية عامة والجنوبية بشكل خاص وإدخالها في الطرف اليمني المحاور للطرف الحوثي".

ولفت القيادي الجنوبي إلى أنه من المبكر الحكم على ما يحدث الآن، بل يكاد يكون هناك توجس من أن تكون هذه الزيارات وهذه المباحثات مجرد عمل وقتي للوصول إلى هدف آخر غير السلام الذي يمكن أن نقرأه من خلال الظواهر الحالية.

وتابع: "هناك ظواهر ومؤشرات تؤكد أنه من المحتمل أن تكون تلك الخطوات مجرد ترحيل للعملية حتى تكتمل أو تنضج حالة استحضار الطرف الوطني اليمني، الذي سيجلس على طرف الطاولة الآخر ويفاوض".

واختتم بقوله: "هذا ما نراه في المرحلة الراهنة ونأمل أن تصل مفاوضات السلام إلى نهاية تضع حد ليس للحرب فقط ولكن للحالة الإنسانية المتردية في اليمن، وأيضا تضع حدود لعدم العودة لهذا الواقع الذي نحن فيه اليوم والذي أوصل بلادنا إلى تلك المرحلة من الدمار والمعاناة"، مضيفا: "هذا لن يحدث إلا من خلال حوار حقيقي وشفاف لا يقصي أحدا".

وفي أبريل/ نيسان الماضي، رعى وفد عُماني محادثات في صنعاء، بين جماعة "أنصار الله" اليمنية ووفد سعودي رسمي برئاسة سفير المملكة لدى اليمن محمد آل جابر، استمرت 6 أيام، بحثت الملف الإنساني وإيقاف إطلاق النار في اليمن، وبدء عملية سياسية يمنية شاملة.

ويشهد اليمن هدنة هشة منذ إعلان الأمم المتحدة، في 2 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، عدم توصل الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي إلى اتفاق لتمديد وتوسيع الهدنة، التي استمرت 6 أشهر.

ومنذ سبتمبر/ أيلول 2014، تسيطر جماعة الحوثي على غالبية المحافظات وسط وشمالي اليمن، بينها العاصمة صنعاء، فيما أطلق تحالف عربي بقيادة السعودية، في 26 مارس/ أذار 2015، عمليات عسكرية دعما للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق من قبضة الجماعة.