قوات موالية للإمارات تتصارع على القوة والنفوذ في باب المندب باليمن

31-07-2023 07:00:35
more

يخيم التوتر منذ أيام، على مناطق باب المندب، الممر الدولي الاستراتيجي في جنوب غربي اليمن، مع تصاعد الخلافات بين عضوي مجلس القيادة الرئاسي، حليفي أبو ظبي، طارق صالح و"أبوزرعة" عبد الرحمن المحرمي.

وبرز الصراع بين القوتين المدعومتين من الإمارات، إثر تحركات عسكرية للقوات المشتركة، التي يقودها طارق صالح في مناطق نفوذ قوات العمالقة، التابعة للمحرمي ضمن سباق على النفوذ في المنطقة المطلة على المضيق الحيوي للتجارة الدولية.

خلفية الصراع، يعود إلى قبل نحو عام، على خلفية مشروع تحلية مياه، استحدثه طارق صالح، في منطقة العرضي، بالتنسيق مع اللواء 17 عمالقة بقيادة ماجد عمر سيف الصبيحي، المتموضع في المنطقة، وفقا لمصادر قبلية.

غير أن وصول تعزيزات عسكرية لقوات طارق صالح لحماية المشروع، مطلع يونيو المنصرم، أثار حفيظة قوات العمالقة، التي يديرها أبو زرعه المحرمي، حيث اعتبرتها محاولة للسيطرة على المنطقة التي تقع في مسرح عملياتها، وفق مصدر عسكري.

حشود قبلية للطرفين

لم يكتف الطرفين بالتحشيد العسكري فقط، بل استدعى كل منهم حاضنته الشعبية والقبلية، ضمن صراع على النفوذ في المنطقة المطلة على المضيق الحيوي للتجارة الدولية.

ونجح المحرمي، قائد قوات العمالقة، باستثارة حمية قبائل الصبيحة، كبرى قبائل محافظة لحج، على الشريط الساحلي ذاته. فيما نجح قائد القوات المشتركة طارق صالح، هو الأخر، باستمالة قبائل مديريات (ذوباب المندب، وموزع، والوازعية، والمخا) في ذات الصراع.

وعلى خطى المحرمي في الصبيحة لحج، حشد طارق صالح، مسلحون قبليون في منطقة ذوباب، أمس الأحد، في خطوة تصعيدية، قد تصعب مهمة الوساطة التي يقودها رئيس اللجنة العسكرية والأمنية التابعة لمجلس القيادة الرئاسي، اللواء هيثم قاسم طاهر، منذ أيام، لوقف التوتر والوصول لحل ينهي الأزمة القائمة.

وبينما أمهلت قبائل الصبيحة، الجمعة الموافق 28 يوليو/ تموز، قوات طارق صالح 72 ساعة لمغادرة المنطقة، وتوعدت بإخراجها بالقوة إذا لم تستجب لذلك. جاء رد قبائل المخا وذوباب وباب المندب، بأنها "لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه أي استفزازات في أراضينا من أي تجمعات مسلحة خارج القوات المشتركة وتحت أي مسمى كان"، في إشارة لحشود قبائل الصبيحة.

وقال بيان الاجتماع "إن ما ورد في بيان قبائل الصبيحة من تصريحات وما نتج عنه من تحركات استفزازية تتجاوز كل القواعد والأعراف في التعامل بين الجيران والقبائل، هادف إلى زرع الفتنة والشقاق في منطقتنا، ولا يخدم إلا أذيال إيران العصابة الحوثية".

وحمل البيان من وصفوهم بـ"المندفعين في هذه المغامرة الصبيانية الخطيرة كامل المسؤولية عما سيترتب عليه هذا التجمع وما سيؤول إليه التحشيد والتلويح بالتهديد والوعيد لأهلنا وأبناء مناطقنا"، واصفا تحركاتها بالمشبوه والعبثية.

وتسيطر قوات طارق صالح على الشريط الساحلي الممتد من مدينة الخوخة بمحافظة الحديدة، غرب البلاد، مروراً بالمخا بموقعها الاستراتيجي، أقصى جنوب غرب شبه الجزيرة العربية، وصولاً إلى ذوباب التابعة لمحافظة تعز، والتي تشترك في السيطرة عليها مع قوات من العمالقة، ومعها تتصارع على النفوذ في المناطق المطلة على المضيق الحيوي للتجارة الدولية.

ومنطقة العرضي تتبع إدارياً لمديرية ذوباب تعز، وقد ضمت إليها عقب توحيد شطري اليمن في العام 1990 بعد أن كانت تتبع للشطر الجنوبي من البلاد في دولة ما قبل الوحدة، وهو ما دفع حلفاء الإمارات المطالبين بالانفصال إلى الوقوف ضد تحركات طارق صالح، إضافة إلى أنه تسكنها أسر تنتمي لقبائل الصبيحة التي ينتشر معظمها في محافظة لحج.