غزة.. 20 ألف شهيد وأكثر من 52 ألف جريح ومساعي لهدنة جديدة

21-12-2023 03:56:31
more

 

ارتفعت حصيلة العمليات الإسرائيلية في غزة إلى 20 ألف قتيل منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، وفق ما أعلن المكتب الإعلامي الحكومي التابع لـ"حماس" الأربعاء 20 ديسمبر/ كانون الأول، فيما أحيا وصول رئيس المكتب السياسي للحركة إلى القاهرة والمفاوضات التي تجري في الكواليس الآمال بالتوصل إلى هدنة جديدة.

وتعهدت إسرائيل القضاء على "حماس" وأعلنت الحرب عليها، رداً على هجوم غير مسبوق نفذته الحركة على أراضيها وأدى إلى مقتل نحو 1140 شخصاً، معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد لوكالة الصحافة الفرنسية استناداً إلى أحدث الأرقام الرسمية الإسرائيلية.

كما تم احتجاز نحو 250 شخصاً رهائن في السابع من أكتوبر، 129 منهم لا يزالون محتجزين في غزة، وفق إسرائيل.

وعلى رغم الدعوات المتعددة إلى حماية المدنيين، تستمر الغارات الإسرائيلية المميتة على قطاع غزة، وكذلك القتال البري، في حين يعاني نصف السكان المدنيين الجوع، وفق الأمم المتحدة.

وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، الأربعاء، أن ما لا يقل عن 20 ألف شخص قتلوا منذ بدء الحرب، بينهم 8000 طفل و6200 امرأة، فيما بلغ عدد المصابين 52600.

الانفتاح على هدنة جديدة

في الأثناء، برزت مؤشرات عن انفتاح طرفي النزاع على هدنة جديدة بعد أن أتاحت سابقتها التي استمرت أسبوعاً في أواخر نوفمبر (تشرين الثاني)، إطلاق سراح رهائن من قطاع غزة، مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين وإدخال مزيد من المساعدات للقطاع.

لكن إسرائيل تستبعد أي وقف لإطلاق النار قبل "القضاء" على "حماس" التي تتولى السلطة في غزة منذ العام 2007 وتصنفها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وإسرائيل "منظمة إرهابية".

وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في فيديو نشره مكتبه "لن نتوقف عن القتال حتى القضاء على حماس والإفراج عن الرهائن لديها، ووضع حد للتهديد الآتي من غزة"، مضيفاً "من يعتقد أننا سنتوقف فهو منفصل عن الواقع".

في المقابل، ذكر مصدر مقرب من "حماس" أن "المدخل الرئيس لنقاش أي شيء هو وقف شامل لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة للدخول في مفاوضات جدية لإنجاز صفقة تبادل أسرى".

ووصل رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، على رأس وفد من الحركة إلى القاهرة لإجراء مباحثات مع المسؤولين المصريين حول تطورات الحرب، وفق ما أعلن مكتبه.

وهذه المحادثات "ستتناول مناقشة اقتراحات عديدة منها أفكار تشمل هدنة موقتة لمدة أسبوع مقابل إطلاق سراح حماس 40 أسيراً إسرائيلياً من النساء والأطفال والذكور غير العسكريين"، وفق ما أفاد مصدر مقرب من الحركة.

وأضاف المصدر أن "هذه الهدنة قابلة للتجديد بعد التفاهم حول فئات ومعايير جديدة للتبادل" مشيراً إلى أن هذه "أفكار نوقشت في مباحثات إسرائيلية قطرية بعلم الإدارة الأميركية".

 

وقبل مغادرته الدوحة، التقى هنية وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان الذي عاد والتقى رئيس الوزراء القطري.

بدوره، أفاد مصدر من حركة الجهاد الإسلامي أن أمينها العام زياد النخالة سيتوجه أيضاً إلى القاهرة مطلع الأسبوع المقبل.

وكان نتنياهو أشار، الثلاثاء 19 ديسمبر/ كانون الأول، خلال لقاء مع أهالي رهائن، إلى أنه أرسل أخيراً "رئيس الموساد مرتين إلى أوروبا للبحث في عملية تحريرهم".

وأكد مصدر مطلع على المباحثات عقد "اجتماع إيجابي" بين رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي ديفيد برنياع ونظيره الأميركي بيل بيرنز ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني في وارسو هذا الأسبوع.

"جادة للغاية"

وأكد البيت الأبيض أن مباحثات الهدنة "جادة للغاية". وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي "إنها نقاشات ومفاوضات جادة للغاية ونأمل في أن تؤتي ثمارها، إنه أمر نعمل عليه منذ انتهاء فترة التوقف السابقة".

على صعيد مواز، أرجأ مجلس الأمن الدولي مجدداً، الأربعاء، التصويت على مشروع قرار هدفه تحسين الوضع الإنساني الكارثي في غزة، لتتواصل المفاوضات المقعدة حول النص.

وقال رئيس مجلس الأمن خوسيه خافيير دول لا غاسكا لوبيز-دومينيغيز إن "مجلس الأمن اتفق على مواصلة المفاوضات اليوم لإتاحة وقت إضافي للدبلوماسية. ستعيد الرئاسة جدولة عملية التبني إلى صباح الغد (الخميس)".

وكان من المقرر في الأصل التصويت على مشروع القرار الإثنين، قبل إرجائه مرات عدة، فيما يبحث أعضاء المجلس عن صيغة تسمح لهم بتجنب مواجهة طريق مسدود جديد، بعد فيتو أميركي سابق حال دون صدور قرار يطالب بوقف إطلاق النار في القطاع.

وبعد أن كان النص يدعو في نسخته الأصلية إلى "وقف عاجل ودائم للأعمال الحربية"، بات يكتفي بالدعوة إلى "تعليق" المعارك.

وأعربت روسيا وجامعة الدول العربية الأربعاء عن أملهما في صدور قرار من مجلس الأمن يدعو إلى وقف إطلاق النار.

من جهته أعرب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عن أمله في التوصل إلى نتيجة إيجابية في شأن مشروع القرار، قائلاً "عملنا على ذلك بشكل مكثف، آمل في أن نتمكن من الوصول إلى نتائج مرضية".

ميدانياً، واصل الجيش الإسرائيلي قصفه وعملياته البرية على رغم ضغوط دولية تلح على حماية المدنيين.

وفيما أعلن الجيش ارتفاع عدد قتلاه إلى 134 منذ بدء العملية البرية، أكد أنه اكتشف شبكة أنفاق في مدينة غزة استخدمها "كبار مسؤولي" حركة "حماس".

وأفاد تقرير لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة الأربعاء أن نصف سكان قطاع غزة يعانون الجوع الشديد أو الحاد وأن 90 في المئة منهم يحرمون بانتظام من الطعام ليوم كامل.

وعلى رغم دخول 127 شاحنة مساعدات وبضائع إلى القطاع الثلاثاء من خلال معبري رفح مع مصر وكرم أبو سالم في شمال إسرائيل، فإن هذه الإمدادات لا تكفي لتلبية أبسط حاجات السكان.

بدوره، أعرب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، الأربعاء، عن "قلقه العميق إزاء المزيج السام من الأمراض والجوع ونقص النظافة الذي يواجهه الناس في غزة". وأضاف في منشور على منصة "إكس" "عدد بؤر الأمراض المعدية يتضاعف بقوة، نحن في حاجة إلى وقف لإطلاق النار الآن".

ممر بحري

على صعيد متصل، أيد وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين الأربعاء خلال زيارة إلى قبرص، فتح ممر بحري بين الجزيرة الواقعة شرق البحر المتوسط وغزة لتوصيل المساعدات الإنسانية إلى القطاع الفلسطيني.

وفي الضفة الغربية، قتل فلسطيني الأربعاء برصاص الجيش الإسرائيلي قرب مدينة الخليل، وفق ما أعلنت وزارة الصحة والجيش، الذي أكد أن قواته أطلقت النار على سيارة حاولت تنفيذ "هجوم دهس" عند تقاطع بيت عينون شمال الخليل وأن جنوده قاموا "بشل حركة" سائقها.

وتشهد الضفة الغربية التي تسيطر عليها إسرائيل منذ العام 1967، تصاعداً في وتيرة أعمال العنف منذ اندلاع الحرب في غزة. ومنذ ذلك الحين، قتل أكثر من 300 فلسطيني بنيران الجيش أو المستوطنين الإسرائيليين في الضفة، وفقاً لأرقام وزارة الصحة الفلسطينية.