عندما قامت الثورة على نظام الإمامة الملكي اختار الثوار أن يكون نظام الدولة جمهورياً وهو ذات الخيار الذي اختاره الثوار في وثيقة استقلال الجنوب بأن يكون النظام جمهوريا.
قاتل الملكيون عشر سنوات بعد الثورة وحين كانوا يجلسون على طاولة للحوار كان مطلبهم شطب كلمة جمهورية واختيار مسمى (دولة) بديلاً عنها.
تقاتلت النخبة الحاكمة في الجنوب كثيرأ، أطيح بقحطان وأعدم سالمين ونفي فتاح وخسر علي ناصر الحرب وصفي عنتر ومصلح وشائع وفي كل مراحل الصراع تلك كانت الهوية اليمنية للدولة راسخة والوحدة هدف منشود والجمهورية خيار لا بديل عنه وثوابت خارج سياق الصراع ولا خلاف حولها بالمطلق.
الخطاب الإعلامي في الجنوب اليوم يسوق (لدولة) لا علاقة لها (باليمن) وخصمها الأول (الوحدة)، حالة من الضياع تجاه منتج يراد له أن يكون بلا هوية ولا إرث بل تصفية حساب مع التاريخ لهدم مثلث (الهوية اليمنية، الجمهورية، الوحدة) واستبداله بمنتج عجز الخيال حتى اللحظة عن تكوين فكرة واضحة المعالم تجاهه.
لا تختلف الأهداف هناك في صنعاء فالعداء مع الجمهورية قديم متأصل والهوية الوطنية تطمس والوحدة تتخذ شعارا وذريعة وتقية.
وواجب القوى الوطنية أن تناضل دفاعا عن الثوابت خصوصا مع بروز حالة من التراخي الممنهج كظاهرة غير مسبوقة في الخطاب السياسي للمستوى الأعلى في الدولة بالتخلي عن هذه الثوابت، هذا التراخي لا يقل في أثره عن الحرب التي تشن لهدم كيان الدولة اليمنية.
نقلا من صفحة الكاتب على فيسبوك