تصدر تمثالان يمنيان قائمة أغلى القطع الأثرية المباعة في مزاد روبرت دويتش (إسرائيل) على منصة المزادات العالمية بيدسبريت، ظهر أمس الثلاثاء، متقدمين على مجموعة من الآثار البيزنطية والرومانية والسومرية والفينيقية والمصرية والفارسية، وغيرها من المعروضات في المزاد.
ذكر ذلك باحث الآثار اليمني، عبدالله محسن، على صفحته في “فيسبوك” قائلاً: إن شاشة البث الحي للمزاد أظهرت تنافس 131 مزايدا على اقتناء القطع الأثرية اليمنية، هوياتهم غير ظاهرة ولا معروفة، مشيرا إلى “أن تتبعه المزادات السابقة وأماكن ظهور الآثار المباعة لاحقا دفعه للاعتقاد بوجود مزايدين عرب وخليجيين خصوصًا أن هذا النوع من التنافس بالأسعار غالبا يكون أحد علامات مشاركتهم وتنافسهم”.
وأضاف: “من ضمن أغلى المعروضات تمثال بيع بخمسة وستين ألف دولار، وهو تمثال قبيلة ومدينة مريمة (ددال برنطم)، من القرن الثالث – القرن الثاني قبل الميلاد، وهو من التماثيل المكتملة، وعلى الرغم من اعتبار المزاد أن التمثال لسيدة إلا أن إحدى الدراسات أظهرت أن “اﻟﻌﺸيرة (ﺑﺮﻧﻄﻢ) التي ترد في عدة نقوش، كانت تتولى منصب القيل في القبيلة والمدينة مريمة”.
وتابع: أما تمثال الأميرة القتبانية فقد بيع بخمسة وخمسين ألف دولار، ويسميها النقش أو يصفها بـ (ابنت)، هي بنت الملك القتباني الشهير يدع أب غيلان (ابنت بنت يدع أب غيلن ملك قتبن)، وهي زوجة (يقه ملك) الذرحاني، وهذا أول تمثال بهذا الجمال يعرض لها “وجه بيضاوي، ممتلئ الجسم، وعينان وحاجبان كبيرتان ولوزيتان، وأنف مستقيم، وفم صغير ورقبة قصيرة بثلاثة خطوط عنق”، وكان أول ظهور له في العام 2009 م في دراسة فرانسوا برون “ثلاثة إهداءات قتبانية جديدة لحوكم”.
أما التمثال البرونزي لشاب؛ فأوضح محسن أن المزاد لم ينجح في بيعه “بسبب عدم تجاوز الحد الأدنى للبيع، وقدره خمسة وعشرون ألف دولار، وارتفاع التمثال أزيد من نصف متر (61 سم)، يعود للفترة من القرن الرابع إلى القرن الثاني قبل الميلاد”.
وأشار إلى أن كل هذه القطع الأثرية هي من مقتنيات شلومو موساييف (1925-2015)؛ وهو رجل أعمال وتاجر مجوهرات ذائع الصيت وجامع آثار يهودي من بخارى ولد في القدس، وانتقل للعيش في بريطانيا عام 1963، يتكلم العربية، جمع في حياته ستين ألف قطعة أثرية منها المئات من روائع آثار اليمن.
وينشط الباحث محسن على منصات التواصل الاجتماعي في تتبع مزادات بيع الآثار اليمنية في العالم، والتعريف بها، والتوعية بأهمية الحفاظ عليها، والتنبيه مما تتعرض له الآثار في بلاده خلال سني الحرب الراهنة.
وتتهدد الآثار اليمنية مخاطر جمة منذ قبل الحرب، لكنها اتسعت بفعل الحرب المستعرة منذ تسع سنوات، التي نجم عنها تزايد أعمال نبش ونهب المواقع الأثرية وتهريب محتوياتها من قبل عصابات صارت أكثر تنظيما وارتباطا بعصابات في الخارج، مستغلين انشغال السلطات المتعددة بمتطلبات القتال، وتجاهل ما دون المعركة، وبخاصة ما هو ذو علاقة بالتراث الثقافي.